الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خراب تركيا.. خبراء: «النقد الدولى» يرفض إقراض أردوغان

خراب تركيا.. خبراء: «النقد الدولى» يرفض إقراض أردوغان
خراب تركيا.. خبراء: «النقد الدولى» يرفض إقراض أردوغان




كتبت - خلود عدنان

يبدو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وفى سبيل تحقيق أطماعه الاستعمارية، قد يؤدى إلى خراب بيوت الأتراك، لتتحقق نبوءة القديس بايسيوس: « لا بد أن يدفع الأتراك ثمن ما اقترفوه»، وتهلك تركيا بخطايا قائدها، إذ يواجه الاقتصاد التركى سلسلة من الأخطار المتزامنة التى تهدد بأزمة طويلة قد تواجهه خلال الفترة المقبلة، والتى باتت تهدد أهم القطاعات الاقتصادية فى تركيا والتى أصبحت فى فوضى يصعب تخيلها فى الفترة الحالية، بينما يتواصل انحدار قيمة الليرة فى ظل ارتفاع معدلات التضخم والزيادة المتسارعة فى عجز الموازنة والحساب الجارى.
أهم ما ترتب على هذا التخبط الاقتصادى هو سقوط المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مستنقع من الديون، والتى تشكل عصب الاقتصاد.

وهو ما كشفت عنه تقارير صحيفة «جمهورييت»، حيث أكدت معطيات اتحاد المهنيين والتجار فى تركيا عن إفلاس 20 ألفا و308 تجار خلال الشهرين الأولين من العام الجارى، كما أجرى 22.758 تاجر تعديلات فى السجلات التجارية فى الشهرين الأولين من العام الجارى، بينما ارتفع عدد التجار المفلسين فى تركيا منذ عام 2014 وحتى عام 2018  إلى 430.275 تاجر.
تسريح العمال وضياع مصدر قوتهم، أصبح الحال المعتاد فى تركيا أردوغان، إذ أعلن رجل الأعمال التركيسردار إنان مالك شركة إنانلار İnanlar التركية الضخمة للإنشاءات، إشهار إفلاس شركته، موضحًا بأن شركته أغلقت أبوابها بعد مسيرتها التى استمرت 53 عامًا فى مجال الإنشاءات، مشيرًا إلى أن شركته يعمل بها 600 عامل فى مختلف التخصصات، مؤكدًا أنها المرة الأولى التى يعجز فيها عن سداد راتب شهر للعاملين.
ولفت إلى أن شركته تتعرض لخسارة مادية ومعنوية خاصة عقب اعتقاله والإفراج عنه بعد ذلك ضمن تحقيقات التورط فى انقلاب يوليو الفاشل  2016، قائلًا : «شركة إنانلار لها رأس مال مدفوع بقيمة 150 مليون ليرة تركية -37 مليون دولار أمريكى وكل ممتلكاتى بما فى ذلك سيارتى ويختى داخل تركيا».
فى السياق ذاته، طالب أردوغان بالأمس، صندوق النقد الدولى أن يقدم القروض على هيئة ذهب بدلا من الدولارات، وأعترف أن اتفاقات القروض الماضية من صندوق النقد الدولى وصلت إلى مرحلة وضع بلاده تحت وصاية سياسية، قائلا : «ما أود أن أقوله إن هذه الديون يجب أن تدفع كذهب، لأنه فى هذه النقطة لا شىء يضاهى قيمة قيراط الذهب، والعالم يواصل باستمرار وضعنا تحت ضغط العملة عبر الدولار».
وتعليقا على مطالب أردوغان من صندوق النقد الدولى، قال إبراهيم مصطفى خبير الشئون الاقتصادية لـ»روزاليوسف»، « لا أعتقد أن صندوق النقد سيستجيب لتركيا، إذ إن تركيا تبتعد بشكل كبير عن مسار عضوية الاتحاد الأوروبى، بسبب تمديد حالة الطوارئ، وهو ما يغضب الاتحاد الأوروبى، وبالتالى لن يقبل صندوق النقد بمطالب أردوغان سوى بوضع توصياته على تركيا».
وبالأمس تحدث يوهانس هان، مفوض الاتحاد الأوروبى الذى يتولى مفاوضات الانضمام فى مؤتمر صحفى عن أن تركيا «تواصل الابتعاد بخُطى واسعة عن الاتحاد الأوروبى خصوصًا فى مجالى سيادة القانون والحقوق الأساسية، والتى تمكن الرئيس والحكومة بتجاوز البرلمان فى إقرار قوانين جديدة تمكنهم من تعليق الحقوق والحريات».
 وأشار مصطفى ان الذهب والبترول يزداد الطلب عليهم فى الفترة الحالية وأكبر دولة تتهافت عليهما الصين، لان الصين ترغب فى دعم عملتها من الذهب لتشجيع الدول البترولية على قبول الدفع باليوان مدعوما بالذهب، كما اضاف، من ناحية أخرى هناك اتجاه حالى لاقتناء الاصول خوفا من انخفاض سعر الدولار وسعر الدولار يتناسب عكسيا مع سعر الذهب على الأغلب الأعم، ونتيجة التوتر الجيوسياسى، ترتفع أسعار المواد الخام والبترول.
جاء ذلك فى الوقت الذى حذرت فيه وكالة «موديز» العالمية من أن انخفاض سعر صرف الليرة التركية، سيؤثر فى تصنيف تركيا السيادى، ما قد تكون له تداعيات على الاستثمارات الأجنبية فى الاقتصاد التركى، حيث تراجعت الليرة التركية أمام الدولار، ليبلغ سعر صرف الدولار أمام الليرة 4.11 ليرة.
من جانبه أعلن رجب طيب أردوغان أن الانتخابات ستجرى في 24 يونيو المقبل قبل أكثر من عام على موعدها المقرر، مضيفاً أن البلاد فى حالة عاجلة للتحويل للنظام الرئاسى التنفيذى.