السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. ممنوع الانتظار

واحة الإبداع.. ممنوع الانتظار
واحة الإبداع.. ممنوع الانتظار




اللوحات للفنانة
غادة عبدالملك

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:  

[email protected]


 

ممنوع الانتظار

قصة قصيرة

بقلم - دنيا كامل

ظلت واقفة على المرسى تنظر إلى السفن، ودموع عينيها تتشابك مع أمواج البحر الهائج فى يوم من أيام الشتاء القاسى.
روحها تختنق وعقلها يتساءل.. من أنت؟!
ماذا تفعلين هنا؟ اخلعى عنكِ عباءة الصمت، فلن تنفعك بشيء، فهذه الحياة لا تقبل بالمسالمين،
 فماهى إلا حيوان يكُشر عن أنيابه الحادة وسوف يفترس كل من هو فى طريقه.
 أقرئى جيدًا هذه الراية وتعلمى منها راية «ممنوع الانتظار»
فإذا واجهتك الحياة بشراستها فكونى أنتِ الأشرس
ولا تعلنى ضعفك أمام أحد..
فكم كنتِ مسالمة فى الماضى.. تؤمنين بالخير والحب..
 كونى مع من يحملون الراية
مع من ترتسم ابتسامة الشر على وجهوهم.. فأنتِ تعلمين أصول لعبة الشر والمراوغة
هبة: نور، نور
نور تنظر إلى صديقتها بعيون تائهة، وقلب يدمع من كثرة الذكريات،
وتوقفت عند ذكرى «القاء الأخير» وقلبها يدق باسم «شريف».. هذا الفارس الذى لا تستطيع أن تنساه أو تنسى ملامحه المحفورة داخل مكنونات عقلها.
فهو الماضى و ذكريات الطفولة، والحاضر، والمستقبل بغموضه.
فإذا بالشيطان يتراقص أمامها بهذه الخطة ...فجزء منها كان يريد الانتقام لكبرياء أنثى قد تفت تحت أقدامه.
 مرت أشهر بعد رسالة شريف إلى نور،  الرسالة التى كانت بمثابة السكين الطاعن الذى يترك ندبته طوال العمر.
كان يكتب لنور كل يوم رسائل كلاسيكية مصحوبة بأشهر الأغانى الانجليزية  والفرنسية القديمة، التى كانت نور تتنفسهم.. وفى ليله بارده، عثرت نور على رسالة أقل ما توصف إنها قاتله، فكانت كلماته  بمثابة الرصاص المنهال عليها وهى مثل الجندى الأعزل.. ولكن ناقوس الأنثى داخلها بدأ ن يدق.. وتذكرت.. ابحثى عن الأنثى!!
 صديقتها والشاهدة الوحيدة
 كانت دائمًا تحذرها من الوثوق والخضوع والولاء!!!!
أردت نور أن تعرف الحقيقة كاملة
وبدأ الشيطان يضع تفاصيل الخطة!
.سوف تضع القناع حتى لا يعلم من تكون... حتى تكتشف هوية هذا الفارس.
أخذت نور كل ما بداخلها من شخصيتها التى لم يعلم عنها شريف شيئًا، ووضعتها  فى شخصية القناع « جوليا».
 «جوليا ذات الأصول الفرنسية، التى تعشق الأنغام الموسيقية.
فلم يكن شريف يعلم بأصول نور الفرنسية، أو عشقها للفن مثل الرسم والموسيقى والقراءة والكتابة الأدبية. 
بدأت جوليا بإرسال رسائل إلى شريف للتعارف والصداقة
قلب نور لم يكن يصدق بأن شريف، الفارس صاحب الابتسامة الكلاسيكية ما هو إلا رجل مثل جميع الرجال .. يعشقوا كل ما هو جديد.
وقبل شريف دعوة» جوليا «...وبدأت الأحاديث تنساب مثل النهر العذب الذى يتلألأ ليلا
وبدأ شريف يحكى لها كل شيء عن حياته منذ ولادته
ولدهشة نور أنه قد أتى بذكر نساء أخريات لم تكن تعلم عنهن شيئًا
شعرت نور حينها بالإهانة لكرامة الأنثى العاشقة؛
وتركت شيطان جوليا يخرج ما تبقى من هذا العرض.
حتى أتى اليوم الذى وجدت نور فيه رسالة من شريف يدعوها للقاء.
لم تكن نور تريد هذا الآن..
فهى تعلم مدى عشقها له.. ولجميع تفاصيله المحيرة لأى أنثى أخرى.. فهو لم يكن فقط هذا الشخص الذى تحبه، ولكن كان لها مثال حى لجميع المبادئ والمثل العليا، كانت تراه الفارس الأصيل.
وبدأ الضعف يتسلل إلى قلبها.. فكم تشتاق له.
وأرسلت جوليا رسالة إلى شريف أنها مستعدة للقاء.
ولكن ستكون خارج القاهرة.
وجاء يوم اللقاء الأخير.
قلبها يرتعد من مشاعر شتى، خوف، عشق، حيرة.
وأغلقت عينيها للحظات واستعادت الذكريات كوميض الضوء الفضى السريع؛
وبدأت بخطوات ثابتة تتجه نحو شريف..
وراءها أمامه
شريف: أنتِ؟؟؟
نور: من أنت أيها الفارس ذو الابتسامة الكلاسيكية؟
شريف: من أنتِ حتى تخدعيني، فأنا من يملك قرار رحيلك.
وبدأ شريف بالهرب، يبتعد ويبتعد حتى تلاشى من أمامها، فإذا بنور تصرخ كذئب يعوى بليل مظلم.
ارحل ما شئت ولكن سيظل شبح ما فعلت يلاحقك ما حييت!!!!!
وانهارت نور على المرسى والدموع تسيل من عيننها كفيضان النهر.
وعلمت نور فى هذه اللحظة أنها لم تعد تؤمن بالخير والفضيلة
ستكون من الذين حملوا راية «ممنوع الانتظار».