السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. خاطرة الجفاء

واحة الإبداع.. خاطرة الجفاء
واحة الإبداع.. خاطرة الجفاء




اللوحات للفنانة
غادة عبدالملك

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:  

[email protected]


 

خاطرة
الجفاء

كتبتها – سعاد محرم

لم يعلمنى والدى الجفاء ولكن دنيانا كالعاهرة كلما تعلو أماكن البشر فى قلوبنا كلما نتدنى بعهدهم حتى يصيبنا السوء، لم يكن ذنبنا أبدًا أن الله عافانا من أمراض النفوس، ولم يكن ذنبنا أيضًا أننا مختلون وفى نفس الوقت أسوياء ربما ابتلى عقلى بالصدق بالوفاء، ابتلانى بكل ما هو مباح فى عرف الألوهية والشيطان، ولكنى لست قديسة، تضارب كلماتى فى المساء، ربما أحتسى الهوا أو كاسات خمر الذِكر فأبات كالمجذوب درويشًا يتلو فى صباح كل يوم صلوات مخلوطة بالدعاوى والبكاء، فى بعض الأوقات يهلك قلبى ويغادرنى السقم والضلال، ولكنهم لم يصدقوا على نبرات استغاثاتى على الرغم من أن صوتى إخترق الجدران إدعوا فى الصمم حتى تداعى الحزن على وعليهم، فإلتوت أقدامى حتى تبعثرت الخطوات، لست وحدى والدى قال لى أن الله فى وريدى، حتى وان كان حبل الوريد مجدول بحكاوى النسيان، لست وحدى فغريب منسى أخبرنى أن أركان غرفتى يسكنها الوحوش فى المساء لست وحدى تؤنسنى تلك الأغنيات والكلمات وبعض أبيات الشعر الحلاجى لست وحدى حتى وإن كنت أعانى من مرض الوفاء ليس على إلا فقط أن أتوقف عن كونى متعافى وأستسلم للسوء، ليس على إلا أن ألحد بكلمات أبى وأرفع رايات العصيان لعلى أتعلم الجفاء!