الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحفاد «شهداء دنشواى»: أجدادنا صنعوا التاريخ

أحفاد «شهداء دنشواى»: أجدادنا صنعوا التاريخ
أحفاد «شهداء دنشواى»: أجدادنا صنعوا التاريخ




المنوفية- منال حسين


رحلة فى عمق التاريخ قامت بها «روزاليوسف» داخل محافظة المنوفية، وبالتحديد فى قرية دنشوى صاحبة أشهر حادثة فى التاريخ المصري، بعد 112 عامًا من المذبحة.
منذ أن تطأ قدماك مشارف القرية تشعر وكأنك تعود إلى الوراء لأكثر من مائة عام.. وكأن الدماء الطاهرة التى سالت ما زالت تحكى بطولاتها لأحفادها ليفخر الجميع بما حدث ويعيش معاناة الفلاحين فى ذلك الوقت.
ولأن الحادثة كانت وصمة عار فى جبين المحتل البريطانى وفخر لأبناء الشعب المصري، وضع الزعيم جمال عبدالناصر 1961 حجر أساس متحف ضم لوحات وتماثيل تجسد ما حدث، بموقع الإعدامات والجلد.
 داخل المتحف، الذى أعاد افتتاحه المهندس هانى المنياوى فى يوليو 99، نجد بهوًا كبيرًا فى آخره مشنقة وبجوارها تمثال لسيدة تصرخ خوفًا من إعدام نجلها، ومن ورائها فلاح مقيد ينتظر إعدامه، وفى ممر طويل على جوانبه صور لهيئة الدفاع وهيئة المحكمة.

الشهيد حسن محفوظ

    
«روزاليوسف» حاورت بعض أحفاد الشهداء، وقال علاء الدين إبراهيم عبدالرحمن، صاحب الـ54 عامًا ويعمل معلمًا خبيرًا، حفيد أول شهيد أعدمه الاحتلال: جدى الشيخ حسن محفوظ كان محفظًا للقرآن الكريم، وهو أول من تصدى للإنجليز فور دخولهم القرية، وظل معلقًا بالمشنقة لأكثر من نصف ساعة ليكون عبرة للجميع حتى لا يتجرأ أحد بعد ذلك على الضباط والعساكر الإنجليز.
وأضاف شقيقة سعيد إبراهيم الموظف بمديرية التربية والتعليم بالمنوفية، أن بطولات أهالى دنشواى سطرتها كتب التاريخ بحروف من ذهب، قائلًا: ظل والدى وجدى يتحاكون بما فعله جدى الأكبر، فلم يخش طلقات الخرطوش التى وجهتها قوات الاحتلال للفلاحين.
وأكد خالد إبراهيم الحفيد الثالث للشيخ، معلم أول بالعريش، أن جده منع أيضًا الضباط الإنجليز من صيد الحمام، مشتبكًا معهم بعد إصابة الفلاحة أم محمد وإشعال النيران فى جرن القمح، فكان أول من أشعل شرارة الثورة على الضباط الموجودين بالقرية، لذلك اختارته قوات الاحتلال ليكون أول من يُعدم.

الشهيد محمد درويش


مرتضى جمال بركات، حفيد الشهيد محمد درويش زهران شدد على أنه فخور بما فعله جده وأهالى قرية دنشواى إبان الاحتلال، مشيرًا إلى أن سبب إعدام جده هو ضربه لـ5 ضباط إنجليز وأخذ سلاحهم وأخفاه فى منزله.
وأوضح ممدوح جمال محمد الحفيد الثاني، أنهم لم يعثروا على جثث أجدادهم بعدما أخفى الضباط والعساكر المصريون أماكن دفنهم بتعليمات من قوات الاحتلال، كى لا يتخذوا من مقابرهم مزارات تجسد بطولاتهم، إذ أن نساء القرية ظللن يزرن موقع تنفيذ الإعدامات لفترة طويلة.
وأعرب كرم جمال محمد، الحفيد الثالث، عن فخره بالعمل مع أشقائه بمتحف دنشواي، وسعادته عند شرح أحداث المجزرة وبطولات واستبسال الفلاحين أمام رصاص الاحتلال.