«نبات البردى» زرعه الفراعنة بالمستنقعات.. وحوله أحفادهم إلى لوحات فنية

كتب - علاء الدين ظاهر

كشف مصطفى كامل الباحث المتخصص فى توثيق التراث، أن نبات البردى كان يزرع على ضفاف نهر النيل وفى منطقة الدلتا حيث تتواجد المستنقعات، وتتم زراعته فى المياه الضحلة التى لا يتجاوز عمقها 90 سنتيمترًا.
وتابع: ويصل طول النبات إلى خمسة أمتارٍ تقريبًا، وقد كان المصريون يُكثرون من زراعته لاستخدامه فى العديد من الصناعات مثل صناعة القوارب الصغيرة الخفيفة ليستخدمونها فى عبور نهر النيل، كما تم استخدامه فى صناعة الحبال، والحصر، والسلاسل، والأكواخ الصغيرة، والنعال، وقد استخدمت الجذور للوقود وصناعة أدوات المطبخ.
وأشار إلى أنه من أشهر الاستخدامات التى اشتهر بها نبات البردى لدى المصريين القدماء استخدامه فى صناعة ورق للكتابة والرسم عليه بسهولة، وقد ظل ذلك مستخدما فى مصر حتى القرن 19، والذى بدأ بعده ظهور الورق العادى واستخدامه فى الكتابة.
وأوضح أنه يستخدم حاليا فى الرسم عليه وتحويله إلى عمل فني، وإن كانت أغلب رسومات البردى حاليا تدور الآثار المصرية والتاريخ الفرعوني، ومن أشهر رسامى البردى اليوم الفنان عاطف على، والذى يجيد تنفيذ الرسومات بمهارة على البردي، كما أنه ينوع فى موضوعات الأعمال التى ينفذها.
الباحث قام ضمن رحلاته لتوثيق التراث، بإحداها إلى قرية قراموص بالشرقية، والتى تعد الوحيدة تقريبا فى مصر والعالم حتى الآن تزرع وتصنع نبات البردي، مشيرًا إلى طريقة وكيفية صناعة ورق البردي.
وتابع: كان ورق البردى يصنع من قصب نبتة البردى، حيث كان يتم تقطيع القصب بشكلٍ طولي، ثم تُوضع بجانب بعضها البعض، وكانت القطعة التى فى منتصف القصب هى الأفضل لورق البردى، ويتم تحديد العرض من خلال التحكّم بعدد القطع التى توضع بجانب بعضها البعض.
وقال إنه كى يتم عمل طبقاتٍ من الورق، كان يتم وضع طبقة جديدة من قطع القصب بطريقةٍ معاكِسة للقطع الأقل طولًا وسماكةً فى الطبقة الأولى، ثم تؤخذ هذه الورقات وتنقع فى مياه النيل حتى تقوم المادة اللدنة الموجودة فى القصبات بلصق القطع مع بعضها البعض، ثم يتم طرق هذه الورقات بلطف لترقيقها، ثم تجفف عن طريق تعريضها لأشعة الشمس.