الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العُرف يحقن دماء شباب عائلتين فى العريش

العُرف يحقن دماء شباب عائلتين فى العريش
العُرف يحقن دماء شباب عائلتين فى العريش




العريش – مسعد رضوان

 

تمكن القضاء العرفى فى سيناء من إنهاء خصومة بين شباب عائلتين فى العريش بعد عرض القضية على القضاء العرفى طبقا للعادات والتقاليد المتبعة.. حيث تم الحكم فيها بمبلغ مليون و100 ألف جنيه لصالح المجنى عليه.. إلا أن عائلته تنازلت عنه وخرج الجميع من مجلس القضاء العرفى متحابين.
فبالرغم من الظروف الخاصة والصعبة التى تعيشها محافظة شمال سيناء خاصة مدينة العريش العاصمة.. إلا أن الموروث الشعبى من عادات وتقاليد (وفى مقدمتها القضاء العرفى) لا تزال تأخذ دورها وتتحكم فى كافة الأمور والمعاملات بين الناس.. بل تصبح قوانينه وأحكامه هى الرادع لهم فى جميع معاملاتهم.
كانت البداية منذ عدة أشهر حينما تعرض الشاب محمد صالح (من عائلة جلبانة) لاعتداء من بعض شباب عائلة أبو السعيد بالعريش.. نتج عنه اصابته ببعض الجروح ونقل على أثرها الى مستشفى العريش العام للعلاج، وعندها تجمع بعض شباب العائلة غضبا للأخذ بالثأر والانتقام ممن فعلوا ذلك.. الا أن حكمة كبار العائلة وفى مقدمتهم الدكتور صالح محمد صالح مدير مركز التعليم المفتوح فى جامعة العريش ووالد الشاب المصاب كان لهم رأي آخر بالامتثال للعادات والتقاليد وانتظار حكم القضاء العرفى الذى يعد سباقا فى حل الكثير من المشاكل والخلافات بين المواطنين من أفراد وعائلات وقبائل ، وتم الرد على عائلة الشباب المعتدين وفقا لقواعد القضاء العرفى ، ورفض والد الشاب اتخاذ أى رد فعل قبل رد عائلة المعتدين ومجموعة الحكماء والعواقل المعروف عنهم حل الموضوع ومراعاة علاقات الود والتفاهم بين العائلات.. وكان الرد القاطع الذى ارتضاه الطرفان هو الاحتكام الى القضاء العرفى.
وبالفعل.. انتظر الجميع حتى شفى المصاب وهدأت النفوس ، وبدأ التجهيز للجلسة العرفية فى مقعد عائلة الحارون الذى استضاف الجلسة وارتضاه الطرفان كمكان محايد لحل النزاع بحضور القضاة العرفيين المشهود لهم بالكفاءة والقدرة على حل مثل هذه النزاعات والتصالح بين الأطراف المتنازعة ، وعدد من مشايخ القبائل وكبار العائلات وكفيلى الطرفين.. حيث ارتضى الجميع بالكفيلين والمحكمة العرفية وأعلنوا التزامهم بتنفيذ حكمها.
وتصافح طرفا النزاع من أبناء العائلتين إعلانا عن اتمام الصلح لتنتهى بذلك الخصومة وتزول أي بغضاء من النفوس أو أي تصرفات قد تشوه العلاقة بين أبناء سيناء.