الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

العجميين .. قلعة صناعية لا تعرف البطالة

العجميين .. قلعة صناعية لا تعرف البطالة
العجميين .. قلعة صناعية لا تعرف البطالة




الفيوم – حسين فتحى

قرية العجميين بالفيوم، يقطنها قرابة الـ50 ألف نسمة، ويعمل أغلب سكانها فى مجال صناعة الجريد، وإنتاج ما تحتاجه المحافظة بداية من قفص الفاكهة إلى السرير وكراسى الحدائق.
القرية ذاع صيتها عالمياَ بفضل تلك الصناعة، ينشغل أبناؤها بالعمل فنادراً ما تسجل جرائم سرقة، ويقول حسين الخولى أخصائى نفسى بالتربية والتعليم، إن العجميين كانت تعرف بـ»الأخصاص» قديماً، وفى القرن الـ18 حدث فيضان أغرق منازل القرية، وأمسك رجل يدعى «العجمى» بقطعة من الجريد وألقاها فى المياه فتوقف الفيضان، فتبارك الأهالى بالرجل، وقرروا إطلاق أسمه على القرية، وشيدوا له مسجداً ومقاماً ومولداً يحتفل به فى مايو من كل عام، لكنه تلاشى مع ظهور تنظيم «الشوقيين» مطلع التسعينات.
محمد كمال أشهر صناع غرف النوم والصالونات من الجريد، دخل المهنة منذ 42 عاما، وكان عمره 12 عاما ويتقاضى 3 قروش أسبوعيا، ليكمل مسيرته التى انطلقت ليصبح صاحب ورشة كبيرة، بـ10 عمال يتقاضى كل منهم 70 جنيها يوميا، بينما لا يقل دخله الشهرى عن 4 آلاف جنيه.
ويصل سعر طاقم الصالون المكون من 4 كراسى وترابيزة، إلى 375 جنيها، كما يتراوح سعر السرير من الجريد بين الـ350  والـ500 جنيه.
رئيس قرية العجميين محمد موسى، أكد أن أكثر من 25 ألف مواطن، يعملون فى تصنيع الجريد، إذ تعد القرية بورصة مصر فى المجال، حيث يصنعون أكثر من 12 مليون قفص سنويا، إلى جانب باقى المنتجات التى يتم توريدها للمحافظات.
ويرى إمام محمد أحمد عبد السلام، من أشهر صناع مطرحة العيش ، أنها المهنة الأكثر ربحا، إذ يصل سعر الصغرى حوالى 25 جنيها، والكبرى 40 جنيها، فيما يشير محمد إبراهيم «مدرس» إلى أن معدل الجريمة بالقرية منخفض للغاية لعدم وجود أزمات اقتصادية،
وعلى الجانب الأخر أوضح محمد مصطفى عبد السلام، الذى عمل بمجال الجريد لمدة   40 سنة، ثم تركها بسبب ضعف الأبصار وتيبس الفقرات، أن جميع العاملين فى تصنيع الجريد، لا يتمتعون بنظام التأمين الصحى، وليست لهم معاشات، أو نقابة للدفاع عن حقوقهم، رغم تعرضهم لمخاطر كبيرة.