الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جميل راتب: الفنان الحقيقى لا تهمه النجومية ولا أجد أدوارًا تناسب عمرى

جميل راتب: الفنان الحقيقى لا تهمه النجومية ولا أجد أدوارًا تناسب عمرى
جميل راتب: الفنان الحقيقى لا تهمه النجومية ولا أجد أدوارًا تناسب عمرى




حوار - آية رفعت


جميع الفنانين يسعون للوصول للعالمية وعدم العودة لأوطانهم مرة أخرى، ويأتى القدير جميل راتب «صاحب الوجوه المتعددة»، ويكسر القاعدة بعد تركه لعالم الشهرة العالمية والعودة لوطنه للبدء من الصفر حيث لم يكن الجمهور المصرى يعرفه.. أكثر من 90 عاما حياة جعلت راتب شاهدا على تطورات الفن بالسينما والمسرح عالميا ومحليا..
ورغم التعب الذى أصابه مؤخرا نظرا لتقدمه بالسن إلا أن حبه الفن يدفع راتب دوما على التواجد ومحاولة إثبات أن الفنان يستطيع العطاء مادام حيا. وبين الأخبار حول وفاته واعتزاله وكتابة مذكراته يعمل جميل راتب فى صمت على إيجاد دور يتناسب معه.. راتب يفتح قلبه لـ»روز اليوسف» فى حوار عن أهم آرائه الفنية.

■ ماسبب اختفائك عن الساحة الفنية فى الفترة الأخيرة؟ ألم تجد دورا مناسبا لقيمتك الفنية؟
- أولا أنا قيمتى الفنية (عادية) ولكن المشكلة فى عدم وجود دور مناسب لحالتى الصحية ولسنى، فأنا أمر بظروف صحية خاصة تلزمنى بأدوار معينة وطريقة تصوير محدودة. بالإضافة إلى سنى والذى لا يوجد له أدوار جيدة فى الأعمال الدرامية.
■ ولكن البعض قال إنك قررت الاعتزال.
-لا لم أقرر هذا وأكبر دليل على ذلك انتهائى من تصوير دورى بفيلم فرنسى مغربى بعنوان «أمس»، والذى من المقرر طرحه قريبا بدور العرض العالمية، وأقوم من خلاله بتقديم مشاهد قليلة كضيف شرف.
■ هل تجد أن هناك تقصيرا من المؤلفين لتخصيص مساحات أدوار للنجوم الكبار؟
- الأهمية الأكبر فى الكتابات أصبحت للشباب فقط فكله ينصب حول مستقبلهم ومشاكلهم وأحلامهم وغيرها من الأمور فتبقى الأدوار التى تخصص لنا مجرد ضيوف شرف ولا توجد قصة تعتمد على كبار السن. وبالمناسبة الأجيال الفنية الشبابية متميزة جدا ومجتهدة.
■ كيف استقبلت تكريمك فى الدورة السابقة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية؟
- اعتبره شرفا كبيرا لى خاصة أننى متابع جيد للسينما الأفريقية خاصة فى تونس والجزائر.
■ كيف تجد أهمية مهرجان الأقصر خاصة أنك حضرت أغلب فعالياته؟
- المهرجانات المصرية تتخذ شكلا عالميا بمنتهى النجاح، ولكن دونا عنهم يتميز مهرجان الأقصر بأنه يهتم بقطاع محدد جغرافيا وهى السينما داخل القارة السمراء مما يعطيه أهمية كبيرة، فلقد صادفت وشاهدت تجارب افريقية مهمة ويجب علينا كدول عربية تقدمت سينمائيا أن نكون طريقا ومنبرا لنشر الأعمال الأفريقية فى العالم.
■ هل تجد أن المهرجانات المصرية تتذكر النجم بعدما يكبر بالسن فقط؟
- انا عن نفسى تم تكريمى قبل أن أصل لسنى الكبير «اعجز» بفترة وذلك من خلال مهرجان الاسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط ومهرجانات أخرى، بالإضافة إلى تكريمات عالمية مثل وسام الاستحقاق من الرئيس التونسى وأيضا تكريمى فى فرنسا. ولكن بشكل عام هناك اتجاه بالمهرجانات المصرية فى الفترة الحالية أن يتم تكريم الفنانين الذين لم يحصلوا على التكريمات المطلوبة أثناء شبابهم فقرروا أن يلحقوا بهم قبل الموت، خاصة مع وفاة الكثير من الفنانين دون الحصول على تكريم يليق بمكانتهم.
■ هل ندمت على العودة إلى مصر بعد أن كونت اسمك بقوة بفرنسا؟
- لا كل شىء كان مقدرا فأنا عدت مرة أخرى لأسباب عائلية. ثم بترتيبات القدر قابلت الراحل كرم مطاوع والذى عرض على دورا بإحدى المسرحيات وبعد نجاحها تم عرض على ادوار تليفزيونية جيدة والتى زادت من شهرتى ومعرفة الجمهور المصرى والعربى لي. واستمريت هنا حتى الآن مع تقديمى لأعمال عالمية بين الحين والآخر.
■ هل فكرة احتكار السينما الأمريكية للسوق المصرية مضرة أم مفيدة؟
- يجب الانفتاح على الثقافات العالمية المختلفة من وجهة نظرى فهناك تجارب سينمائية ناجحة بدول عديدة أوروبية وأفريقية وآسيوية ومن أمريكا اللاتينية. ولكن المشكلة أن الجانب التجارى الخاص بهوليوود بدأ فى الانتشار مع بداية دخول السينما وبالتالى تعلق الجمهور بأبطالهم نظرا لمقدرتهم التسويقية فى كل العالم، ولكن فى الآونة الأخيرة أرى بعض التجارب لاستقبال السينما العالمية المختلفة داخل مصر وهذا فى حد ذاته تقدم ومعرفة الجمهور بأهمية الثقافات المختلفة.
■ لماذا لم نجد حتى الآن نجوما مصريين لامعين عالميا؟
- هناك فنانون كثيرون ويظهرون بأفلام ومسلسلات ايطالية وامريكية وغيرها من البلدان، وأؤكد لك أنه سيكون هناك نجوم مصريون على مستوى عالمى مثلما كان فى السابق، ولكن المشكلة هى عدم خوض العديد منهم للتجربة بشكل كبير بالإضافة إلى عامل اللغة والذى يسبب عرقلة كبيرة فى السفر والتعامل، ورغم أن من خاضوا طريقهم للعالمية قليلون ولكن لديهم فكر ورؤية وأعتقد أنهم سيكون لهم شأن كبير.. كما أن هناك الكثير منهم يقدمون أعمالا منفردة وخارج الصندوق بالسينما المصرية.
■ كيف يمكننا توزيع اعمالنا عالميا فى الخارج؟
- سيحدث قريبا جدا، لأننا نتقدم بشكل كبير سواء بالمضمون الذى نقدمه فى السينما أو بالتقنيات العالمية. كما أن أسلوبنا تأثر بالأسلوب الأجنبى وأصبحنا على نفس الجودة العالمية. وأكبر دليل على هذا الأعمال المصرية التى تشارك بالمهرجانات العالمية ويقبل عليها الجمهور هناك مما يؤكد أهمية السينما المصرية بالخارج واستعادتها لمكانتها تدريجيا.
■ كيف ترى حال المسرح المصرى مقارنة بنظيره الفرنسى؟
- عملت بالمسرح الفرنسى لسنوات عديدة ببداياتى وهو يتميز بالقوة فى الموضوعات والتناول، والمسرح المصرى مر بثلاث مراحل إذا قمنا بتصنيفهم، فقبل ثورة يوليو 1952 كان المسرح قويا ويعتمد على فرق من كبار الأسماء بعالم الفن ومنهم زكى طليمات ويوسف وهبى ولكن كانوا يقدمون روايات عالمية تم إعادة تقديمها بشكل مصرى بعد ترجمتها وتغيير فى الاحداث. ثم جاءت مرحلة الانطلاق مع نجوم المسرح المصرى الذى ازداد قوة بوجود مؤلفين وكتاب مصريين يكتبون خصيصا للمسرح أو بتحويل الروايات المصرية لعروض، مما جعل الأمر اكثر خصوصية لأنه أصبح يعبر عن المواطن والمجتمع بجانب الأعمال المترجمة بالطبع. وكانت تلك أقوى عصور المسرح قبل دخول المسرح والسينما فى مجال التجارة فأصبح الكل يبحث عن المكسب بغض النظر عن القيمة الفنية.
■ كيف تقيم وضع المسرح حاليا؟
- بدأنا فى العودة لمجدنا وليس بالمسرح فقط بل فى السينما والتليفزيون أيضا، فهناك أجيال جديدة من المخرجين والفنانين والكتاب الشباب الواعدين والذين بدأوا بالاهتمام بجودة العمل عن المكسب التجارى، لا ننكر أن التجارة لاتزال متحكمة ولكن ليس بالشكل السابق. فأنا متفائل بالأجيال الفنية القادمة.
■ ألم تفكر بتقديم قصة حياتك بفيلم روائى أو مسلسل؟
- لا أنا قدمت من قبل مشوارى من خلال فيلم تسجيلى بعنوان «الجميل» ولكنى لم أفكر فى كتابة مذكراتى أو تحويلها لمسلسل. ليس اعتراضا منى على المبدأ ولكنى اصبحت كسولا، فلو هناك كاتب يريد أن يقدم عملا عنى بدون مساعدتى بشكل كامل أنا مستعد بإمداده بمعلومات قليلة.
■ هل هناك ممثل ترشحه لتقديم دورك؟
- لا أعلم، فمن وجهة نظرى الفنان الذى يقدم دور شخصية مشهورة خاصة لو كانت فنية هو ممثل ضعيف، لأنه يصبح متحكما بأدائه لتقليد هذه الشخصية بانفعالاتها وحركاتها ويفقد شخصيته الفنية نفسها. فيجب عليه تقديم الروح والقصة وليس تقليد الشخص نفسه للوصول لأقرب شبه له أو أقرب أداء.
■ كيف أثر حلم الشهرة والمكسب المادى على الفن؟
- هذا من أهم العوامل التى أثرت على الفن سلبا خاصة فى عالم التليفزيون الفنان ينتشر بشكل أكبر ويؤثر على الجمهور، فعندما يقدم أحدهم دورا مهما وينجح بأى مسلسل أو فيلم يريدون ان تكون النجومية هى الخطوة التالية ويبحثون عن تصدر أسمائهم للأفيشات والتترات. بينما الفنان الحقيقى لا يبحث عن النجومية، فالفنان الحقيقى يخدم الفن والثقافة ولا يخدم نفسه. وهناك فنانون مهمون جدا ومقامهم عال ولكن رغم أن الحظ لم يحالفهم بالوصول للنجومية ولكنهم ظلوا يخدمون الفن حتى نهاية طريقهم.