الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الأرز فى البير..!

الأرز فى البير..!
الأرز فى البير..!




الدقهلية ـ أسامة فؤاد

محافظة الدقهلية.. تعتبر المحافظة الأولى بمصر فى زراعة محصول الأرز، بعد تخطى زراعة أكثر من 600 ألف فدان سنويا فى الأعوام الماضية، حيث كانت تتصدر قائمة تصدير إنتاج الأرز إلى الخارج، بالإضافة إلى اعتماد المزارع الدقهلاوى على موسم الأرز فى تحسين دخله.
ومع قرار الحكومة بتخفيض زراعة محصول الأرز هذا العام على مستوى المحافظة، والسماح بزراعة 180 ألف فدان فقط، سادت حالة من الذعر بين الفلاحين والأهالي، تسببت فى ارتفاع طن أرز الشعير إلى 6200 جنيه للطن الواحد، وأصبح من المؤكد أن الأسعار فى زيادة لا محالة ، ولا تسمح مديرية الزراعة بالدقهلية للمزارعين بزراعة الأرز بالمخالفة، وتقوم بالاستعانة بالشرطة فى تأمينهم ورش أى زراعات للأرز بالمخالفة بمبيدات تؤدى إلى هلاك زراعات الأرز فى الحال وتحرير محاضر وعرضها على النيابة لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المخالفين.
فى حين هناك عدد من المزارعين يطالبون الحكومة والنواب بالتدخل من أجل توفير مساحات محددة من الأرز بكل قرية للاكتفاء الذاتي، وذلك بعد حرمان مناطق بأكملها وقرى ومراكز من زراعة الأرز، علاوة على قيام عدد آخر بحفر آبار مياه جوفية وطلمبات ارتوازية لتوفير مصدر آخر لمياه الرى بدلًا من مياه النيل.
وقال محمود عبدالسلام الجمل: إن لديه 3 أفدنة بزمام قرية أويش الحجر بمركز المنصورة وتروى من ترعة أم الجلاجل، الذى يبلغ طولها 35 كيلو مترا ولم يسمح لمزارع بزراعة قيراط واحد أرز هذا العام، والمياه قليلة جدا، خاصة أن زمام القرية فى نهاية الترعة ولا يوجد للأراضى مصدر آخر للري.
ولفت إلى أنه فكر فى الخروج من تلك الأزمة بالقيام بحفر طلمبة ارتوازية على حسابه الشخصى بمبلغ 50 ألف جنيه، حيث يتم حفرها على مسافة 130 مترا تحت الأرض، وبإمكانها رى أكثر من 100 فدان، مناشدا المسئولين بالنظر فى طلبهم بالسماح لزراعة الأرز لمن تتوافر لديهم مصدر آخر للرى بخلاف مياه النيل.
وأضاف الحاج ناصر الجوهري، أحد المضارين: إننا فكرنا فى إقامة مثل هذه الطلمبات لتوفير المياه بشكل دائم، خاصة أننا فى نهاية ترعة أم الجلاجل وهذه الخطوة من الفلاحين جاءت بشكل خاص تماشيا مع سياسة الدولة المصرية ولتأكيد أن الشعب المصرى خلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، منوها إلى أن ذلك بمثابة حل من خارج الصندوق ولا يكلف الحكومة مليما واحدا.
وأشار الحاج حمدى بهلول، مزارع، إلى أن التوسع فى إقامة تلك الطلمبات سوف يقضى تماما على مشاكل المياه فى الدقهلية ولتوفير مياه صالحة للرى دون تلوث من أى نوع، وسيوفر مياه النيل للرى فى أماكن أخري، منوها إلى أن جموع المزارعين كانوا ينتظرون محصول الأرز لتوفير مبالغ مالية تكفيهم أكبر عدد ممكن من الأشهر على مدار العام، وسداد الديون.
من جانبه قال  مصطفى غنيم، صاحب شركة لدق طلمبات مياه وحفر آبار مياه جوفية: إنه لاحظ فى الآونة الأخيرة زيادة الطلب على حفار آبار المياه الجوفية فى الدلتا ولمساحات أقل من فدان بخلاف الفترة الماضية التى كانت مقتصرة على المساحات الشاسعة التى تضم عشرات الأفدنة، وفى خلال 5 أشهر أقمنا أكثر من 35 بئرا جوفية فى الدلتا، منوها إلى أن ذلك له دلالة هامة وكبيرة على أن الدولة والشعب ليسوا منعزلين عن بعضهم البعض، وأن المزارع واع ومتابع جيد للأحداث الدولية، خاصة فيما يخص مفاوضات سد النهضة.