الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جليلة.. رحلة الرزق من «بلبيس إلى الإسماعيلية» يوميًا

جليلة.. رحلة الرزق من «بلبيس إلى الإسماعيلية» يوميًا
جليلة.. رحلة الرزق من «بلبيس إلى الإسماعيلية» يوميًا





الإسماعيلية-  شهيرة ونيس
 

وسط الخضروات التى تسترزق منها للإنفاق على ٥ أطفال، تحتمى جليلة عبد الحق من برد الشتاء فى الليل وأشعة الشمس وحرارتها فى الصيف.
لم تختر جليلة مهنتها كبائعة خضروات، ولكنها هى التى اختارتها بالتحالف مع الأقدار وظروف الحياة، لتنقذها من حياة تحاصرها ملامح الفقر وشدة الاحتياج لسد احتياجات أبنائها.
هى سيدة نشأت وتزوجت فى إحدى القرى بمركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية، كانت على موعد مع القدر الذى حال دون استكمال حياتها كربة منزل فقط تربى وترعى زوجها وأبناءها.
لم تكن سيدة منزل إلا لـ٧ سنوات فقط كانت تحيا خلالها فى كنف زوج يرعاها وأبناءها، لكن وما بين عشية وضحاها يصاب زوجها بمرض خطير يجعله طريح الفراش ولا يستطيع حتى الوقوف على قدميه، فى البداية كانت تعيش على معونات الأهالى وأبناء الخير ولكنها أبت أن تكمل حياتها على هذا النحو وبهذه الشاكلة، ذهبت لخدمة الأهالى فى البيوت إلا أن أحوال الأهالى المادية فى هذه المنطقة لم تكن كافية للارتزاق من الخدمة فى البيوت.
وذات صباح كانت جليلة تفتش عن طاقة نور تأخذها إلى بر الأمان، إذ بها داخل محطة القطار ترى السيدات حاملات أجوالًا من الخضروات «جرجير، فجل، خص، شبت، بقدونس ...»، مما أثار فضولها لتتبع  خطوات السيدات ومعرفة ما يحدث.
قد وصل القطار إلى محطة الإسماعيلية وتتوجه السيدات إلى سوق الجمعة بالمحافظة ليفرشن الخضروات ويبعنها، فيصبحن كالطائر الذى يغدو خماصًا ليعود بطانا.
هنا أيقنت جليلة أن الله سبحانه وتعالى قد اختار لها المهنة التى تترزق منها وتنفق بها على أبنائها، وبالفعل أصبحت تتوجه يوميًا من مركز بلبيس بالشرقية إلى محافظة الإسماعيلية فى تمام الساعة الحادية عشرة مساءً وحتى الواحدة ظهر اليوم التالى .
توجهنا إليها بالسؤال ما إذا كان صافى الربح اليومى لها يكفى لسد احتياجاتها وأبنائها أم لا.. أجابت قائلة: من أراد الكسب الحلال.. كفاه الله شر الحاجة والسؤال.. وأنا أردت الكسب الحلال فكان وعد الله حقًا معى.