الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مطران الأقصر: خطابات البابا دعمت الدولة المصرية

مطران الأقصر: خطابات البابا دعمت الدولة المصرية
مطران الأقصر: خطابات البابا دعمت الدولة المصرية





كتبت - ميرا ممدوح
 

عام  يمر على زيارة البابا فرنسيس، إلى مصر وهى الزيارة التى حازت على اهتمام إعلامى  مصرى ودولى كبير، فالزيارة جاءت عقب الهجوم الإرهابى على كنيستى طنطا والإسكندرية فى أحد السعف.
بابا السلام فى مصر السلام هو الشعار الذى اختاره القائمون على تنظيم الزيارة، وهو الشعار الذى أكده البابا فرنسيس فى خطاباته التى ألقاها فى مشيخة الأزهر وبالكاتدرائية وخلال اجتماعه مع الرئيس السيسى.
خلال الزيارة التى استمرت حوالى 24 ساعة حرص البابا على دعم الكنيسة الكاثوليكية، ملتقيًا بـ أكليروس الكنيسة الكاثوليكية، ومجلس الأساقفة والبطاركة الكاثوليك ومترئسًا القداس فى استاد الدفاع الجوى بحضور الآلآف من الكاثوليك فى مصر. «التحضير للزيارة لم يكن بالأمر السهل، فلجان عمل تم تشكيلها، لكل منها مهمة معينة لابد من انجازها فكان العمل باللجان أشبه بخلية نحل» هذا ما أكده الأنبا عمانوئيل عياد مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك والمنسق العام لزيارة البابا فرنسيس لمصر.


مطران الأقصر أكد أن زيارة البابا فرنسيس لمصر كانت « رد زيارة» فالبابا تلقى عددا من الدعوات الرسمية لزيارة مصر على رأسها دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

وأضاف «عياد» الزيارة تعبر عن  ثقل العلاقات بين الفاتيكان كدولة  وككنيسة كاثوليكية ومصر  بكل الغنى الدينى والطائفى وبعد التوافق مع كل الجهات المسئولة  وجدول زيارات البابا تم تحديد الموعد، مستطردًا : الترتيب للزيارة كان يجرى على قدم وساق حتى الحادث الإرهابى الذى استهدف كنيستى طنطا والإسكندرية والتى عقبها تداول البعض أخبار حول نية البابا فرنسيس إلغاء الزيارة.
بمعرفتنا بشخصية البابا  كنا نثق فى حكمته وعدم إلغائه للزيارة ولكن كان يجب لنا التأكد من الفاتيكان وخاصة مع استمرار التساؤلات الصحفية التى  كانت تأتى لنا، ويضيف- والكلام ما زال على لسان المطران عمانوئيل عياد-   تم سؤال البابا شخصيًا والذى عبر عن ألمه للحادث مؤكدًا عزمه زيارة مصر ومساندتها فى مواجهة الإرهاب.
ويستكمل: البابا فى تأكيده للزيارة كان مثل الصديق الذى يكون متواجدا فى أوقات الضيق، فكانت زيارته لمصر بمثابة نفس عميق وسط  حواث إرهابية تستهدف الدولة المصرية وتسعى لهز استقرارها  وأمنها، وخلال الزيارة  كانت الجهات الأمنية مستعده أكثر من اللازم تخوفاً من حدوث قلق.
وعن كواليس الترتيب للزيارة يقول مطران الأقصر كان علينا ككنيسة محلية الاستعداد للحدث، وكانت البداية باجتماع مجلس الأسقفة والبطاركة الكاثوليك والذى فيه تم اختيارى لأكون منسقا للزيارة بالرغم من أننى كنت أصغر الحضور، وقد قيل لى وقتها إن اختيارى جاء بسيب عملى بالفاتيكان لمدة 13 هذا بخلاف دراستى لمدة خمس سنوات بإيطاليا.
ضاحكًا يكمل حديثه: اكتر فترة نمت فيها اقل عدد ساعات لكنى لم اشعر بالتعب لأنه حدث كبير وأعتبره أهم حدث فى حياتى ويستحق التضحية وكل الجهود التى بذلت فيه.
ويستطرد: جمعتنى عدة لقاءات مع البابا فرنسيس فى الفاتيكان وخلال زيارته لمصر، وشعرت بتشجيع البابا لشخصى  من خلال ابتسامته وتشجيعه لما» يطبطب» على الكتف كلها رسائل موجهة عن تقديره لكل المجهود الذى تم عمله.
البابا يمد يديه بالسلام دائما ولذلك تم اختيار شعار» بابا السلام فى مصر السلام»، كما أن البابا عبر فى خطاباته انه شخص يمد يديه للسلام والتعاون من أجل خدمة رسالة السلام المشتركة، وكأنه  يعيش معنا  فى كل ظروفنا ويسند ويعضد كل توجهات الدولة، كما يشجع ويسند الكنيسة الكاثوليكية فى مصر لتكون أكثر فاعلية ومشاركة فى المجتمع المصرى.

 

وصف» عياد» ماحدث بعد توقيع الاتفاقية مع الكنيسة الأرثوذكسية بشأن المعمودية بـ « المؤلم»، مؤكدًا أن ما يمكن التعليق عليه هو النص النهائى الذى تم توقيعه، والذى اعتبره جيدا فـ «الالف ميل تبدأ بخطوة» –بحسب تعيره-  فالاتفاقية  كانت خطوة شجاعة فى  طريق  طويل لا بد من استكماله.
وأكد أن النص النهائى الذى تم توقيعه بشأن المعمودية ليس هو النص الأول، فالاتفاقية مرت بعدة مراحل فى الصياغة  سواء بالحذف أو الإضافة، وأبدى كل الأطراف  المعنية رأيهم فيها  لتخرج بشكلها النهائى الذى تم توقيعه، معبرة عن توجهات الكنيستين. وشدد «عياد» على أن الكنيسة الكاثوليكة  تعترف بالأسرار السبع للكنيسة الأرثوذكسية  لانها كنيسة ذات تقليد رسولى وبالنسبة لنا لا تتم إعادة معمودية الأرثوذكس، فهى كنيسة شقيقة لنا، ولكن فى فترة ظهرت توجهات معينة  تطالب بإععادة المعمودية، ولكن إذا نظرنا للتاريخ بين الكنيستين وبداية الانفصال لم يكن هناك إعادة معمودية الا فى الثلاثين عاما الاخيرة،  وقد لاقت  الفكرة اقبال البعض، فيما  رفضها،  ولذلك فإن فكرة إعادة المعمودية كانت  حقبة صغيرة جدًا من تاريخ كنسى طويل،وأدعو مهاجمى «الكاثوليكية» التعرف على طقوسها
وأشار عياد إلى أن الحرومات رفعت منذ اتفاق البابا بولس السادس والبابا شنودة الثالث فى 73 وتم اتفاق على هوية شخص المسيحي وهو السبب الذى حدث بسببه الانفصال،  فالحرومات تم رفعها  ولا يجب أن نضع العراقيل اليوم.
وطالب عياد مجلس كنائس مصر بعمل لقاءات على مستوى الكنائس فى المحافظات والقرى المختلفة، موضحًا أن عمل المجلس ما زال قاصراً على القيادات الكنسية والرؤساء، فى الوقت الذى يجب أن يركز المجلس على القاعدة العريضة من المسيحيين فالواقع فى الكنائس الصغيرة» مؤلم».


وعن توحيد عيد القيامة بين الكنائس قال « عياد» الكنيسة الكاثوليكية أعلنت عن موقفها من هذا الأمر خلال المجمع الفاتيكانى الثانى فى عام  1962، والذى أقرت فيه بأنه لا يوجد لديها ما يمنع من توحيد عيد القيامة، وبالرغم من المقترح الذى قدمه البابا تواضروس الثانى فى هذا الشأن الأ أنه  الأزمة  فى وجود اتفاق   بين الكنائس الأرثوذكسية حول العالم  ولذلك لا يمكننا الاتفاق مع القبطية الأرثوذكسية فقط حتى لا نزيد من الانشقاق والخلاف بين الكنائس.

وأكد» عياد» أن الكنيسة  الكاثوليكية حاضره بقوة ككيان كنسى وشعبى ولها ثقلها على المستوى الواقعى واندماجها داخل المجتمع، فالكنيسة الكاثوليكية رائدة فى المجال التعليمى،  ونسعد ونفخر أن قيادين خريجين من ابناء الكنائس الكاثوليكية، وقد بدأت كنائس أخرى  تقتدى بالعمل التربوى الموجود داخل الكاثوليكية. ويضيف: كما تهتم الكنيسة بالجانب الإنسانى مثل الاهتمام بالمعاقين والمساجين، ورفع الوعى الصحى الكنيسة  من خلال مشاريع التوعية الصحية،  وفى المجال التنموى  تساعد الشباب ليكون مبادر ومخترع.
كما يوجد حضور قوى للكنيسة القبطية الكاثوليكية فى الفاتيكان- والكلام على لسان عياد-  فنفخر بوجود المونسنيور يؤانس لحظى سكرتير البابا، وهو صورة مشرفة لنا كلنا،  وأيضاً المونسنيور توما حليم والذى يخدم  فى سورية، إلى جانب كثيرون يدرسون فى السلك الدبلوماسى بالفاتيكان، والرهبان والراهبات الذين يستكملون دراستهم هنا.
ويستطرد: ايضًا  المطران انطونيوس عزيز وهو أحد المسئولين عن أهم الكنائس فى الفاتيكان وهى بازليك الفاتيكان، وانا ليا الشرف انى عملت فى الفاتيكان 13 عاماً فى مجمع الكنائس الشرقية فكنت أرى العالم كله من خلال  شباك صغير.