الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإهمال يحاصر «حجر النواتية» بعروس المتوسط

الإهمال يحاصر «حجر النواتية» بعروس المتوسط
الإهمال يحاصر «حجر النواتية» بعروس المتوسط




الإسكندرية ـ إلهام رفعت

 

«حجر النواتية».. منطقة تقع فى الإسكندرية، تعتبر من الأماكن الهامة لكثافتها السكانية العالية التى يقطن بها نحو 250 ألف مواطن، فضلا عن موقعها المتميز، حيث تقع على ترعة المحمودية جنوب منطقة سموحة وتجاورها منطقة باكوس، بل إنها منفذ مروري كبير يخفف الضغط على شارعى أبوقير والبحر، لكن كل ذلك لم يشفع لها لدى المسئولين فى حل وإنهاء مشاكلها التى باتت تؤرق المواطنين.
بداية يقول سعيد الشري، من أهالى المنطقة: إن المزلقان الموجود تسبب فى حصد الكثير من أرواح المواطنين وقام الأهالى بقطع خط السكك الحديدية احتجاجا على حوادث المزلقان أكثر من مرة، منوها إلى أن هناك شوارع لم تتمتع بالصرف الصحي، الأمر الذى يهدد السكان بكارثة صحية وبيئية، ويحول الشوارع إلى برك ومستنقعات.
ولفت إلى أن أهالى المنطقة اشتكوا كثيرا لكن دون جدوي، بالإضافة إلى أن عدم إنارة أعمدة الكهرباء بالشوارع الرئيسية يجعل المواطنين دائما عرضة لمخاطر السرقة بالإكراه وغيرها، ناهيك أن المنطقة تعانى بشدة من وجود المزرعة التابعة لكلية الزراعة، حيث إنها مهجورة والمصرف الخاص بطرد المياه منها أيضا مهجور وتغمره القمامة والحشرات والزواحف التى تخرج على سكان المنطقة وترعب الأهالي.
وأضاف: ظهر أكثر من مرة ثعابين كبيرة الحجم، بعدما انتشرت العشش الصفيح والخشبية على جوانب المصرف والمزرعة المهجورة، الأمر الذى أدى إلى انتشار تجارة المخدرات بالمنطقة، مشيرا إلى أن كوبرى «الناموس» بالمنطقة تم سرقة سياجه الحديدي، وفشلت محاولتنا مع المسئولين لإنشاء سور للكوبرى الذى يمر عليه مئات الأطفال يوميا فى طريقهم إلى مدارسهم، حيث أصبحوا عرضة للسقوط من أعلى الكوبري، وكذلك السيارات التى لو سقطت تؤدى لكارثة.
ويقول سيد عبدالعال، أحد سكان حجر النواتية: إن المنطقة تعانى إهمالا شديدا ونقصا فى خدمات الصرف الصحى وارتفاع نسبة الجريمة لضعف التواجد الأمني، وانتشار التكاتك والميكروباصات دون لوحات معدنية، فضلا عن أن ترعة المحمودية لا يتم تطهيرها، ما يسبب مشكلات صحية كبيرة بسبب انتشار البعوض والناموس.
من جانبه يؤكد اللواء وحيد رضوان، رئيس حى شرق، أن الحى به 13 منطقة عشوائية تخضع كل منطقة للتطوير وفقا لخطة المحافظة، وسنويا يتم إدراج مناطق عشوائية بالخطة حسب أولويات واحتياجات كل منطقة بما يتناسب مع الاعتماد المخصص لذلك، منوها إلى أنه بخصوص أزمة مزلقان الحجر تقدم الحى بالعديد من التوصيات إلى هيئة السكك الحديدية للتدخل وحماية المواطنين من خطورة العبور عبر هذا المزلقان، خاصة أنه يقع فى نطاق مسئولياتها.
وتقول إلهام المنشاوي، نائبة الرمل: إنها تقدمت بطلب لوزير النقل بخصوص مزلقان حجر النواتية المعروف بـ»مزلقان الموت» طالبت خلاله بإنشاء نفق أو كوبرى حفاظا على أرواح المواطنين، وتم الرد على الطلب بإحالته إلى لجنة للتخطيط المرورى ومكتب استشارى تابع للمحافظة.
وأكدت المنشاوى أن هيئة السكة الحديد وافقت على إنشاء المزلقان على نفقتها بعد إعداد المحافظة الرسومات الخاصة وموافقة إدارة التخطيط بالمرور، التى طالبت بإعداد دراسة متخصصة للتعرف على تأثير النفق على الكثافة المرورية بالمنطقة، إلا أنها مازالت تعانى من مزلقان الموت، وتراكم القمامة على مصرف مزرعة كلية الزراعة، ومشكلة الصرف ببعض الشوارع.
يعود سبب تسمية حجر النواتية، وفقا لما قاله إبراهيم عناني، المؤرخ السكندري، إلى احتوائها على كميات ضخمة من الأحجار، والرصاص، ذوي الطبيعة الخاصة، حيث تحتوى أحجارها على نسبة من معدن الرصاص والمعروف بكثافته الثقيلة، منوها إلى أن «النواتية» هم البحارة الذين كانوا يأتون إلى تلك المنطقة للحصول على تلك الأحجار والرصاص.
وأوضح عنانى أن البحارة كانوا يستخدمونهما فى تسهيل عمليات رسو السفن والمراكب الخاصة بهم وذلك بدلا من «الهِلب» حاليا، حيث يتم ربط الحجر والرصاص كثقل لاستخدامه فى ذلك، وبمرور الوقت شاع عن المنطقة «النواتية» نتيجة أنها تحتوى على ذلك الحجر الذى يستخدمه «البحارة والمراكبية».