الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قمة الفراعنة والإغريق

قمة الفراعنة والإغريق
قمة الفراعنة والإغريق




كتب - أحمد إمبابى


أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أنه لا يحب قول كلمة «الجاليات»، مضيفًا: «إننا فى مصر حريصون أن نكون مواطنين، وكل شخص له حق المواطنة».
ووجه الرئيس السيسى، خلال إطلاق مبادرة «العودة للجذور» بمشاركة الرئيس اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيس جمهورية قبرص نيكوس أنستاسيادس، التحية لجميع الحاضرين على وجودهم فى مصر ومشاركتهم فى الاحتفالية.
وقال الرئيس السيسى، إنه خلال السنوات الأخيرة كانت آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان انعكاسًا واضحًا لمكانة العلاقات التاريخية بين الدول ونموذجًا يحتذى به فى منطقة شرق المتوسط بأسرها.
وأضاف الرئيس السيسي، خلال إطلاق مبادرة «العودة للجذور»، أنه لا شك بأن الزيارات المتواترة لكبار المسئولين تمثل دليلًا واضحًا على العزم فى استثمار نجاح الآلية ودفعها للأمام وتطويرها بما يضمن الحفاظ على أمن واستقرار منطقة المتوسط، ويحقق للشعوب ما نرجوه من تنمية ورخاء.
وأعرب الرئيس عن تقدير الشعب المصرى لما يمثلونه من قيم المحبة والإخاء والتعايش السلمى بين الحضارات والثقافات والتطلع الدائم للزيارة المتواصلة لمصر، أخوة وأصدقاء كرامًا، مردفًا: «شكرًا جزيلًا وأهلًا بكم مرة أخرى فى مصر».
ففى خطوة تهدف لتعزيز نفوذ وعلاقات مصر فى محيط «البحر المتوسط»، خصوصًا مع دولتى اليونان وقبرص، انطلق فى مدينة الإسكندرية، أمس  «الاثنين»، بمشاركة رؤساء الدول الثلاث مصر وقبرص واليونان، فعاليات أسبوع الجاليات «العودة للجذور»، الذى يشارك فيه عدد من اليونانيين والقبارصة الذين عاشوا فى «عروس المتوسط» قبل عشرات السنوات، وكانوا من أكبر الجاليات فى المدينة ذات الطابع الثقافى المتنوع الثري.
ويُعد محيط البحر المتوسط، خصوصًا من الجهة الشرقية، منطقة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية كبرى لمصر.
 وقد عززت من ذلك اكتشافات البترول والغاز الطبيعى التى أعلنت  عنها القاهرة، وأهمها حقل «ظهر»، والذى يُنتج 350 مليون قدم مكعب من الغاز يوميًا، وتقدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وافتتح الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، ونظيراه اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس والقبرصى نيكوس أناستاسياديس، أعمال الفعالية فى مدينة الإسكندرية، التى تزينت شوارعها بلافتات دعائية بشأن الحدث، فيما تقام تحضيرات أخرى سياحية وثقافية لضيوف مصر من أبناء الجاليات فى محافظات الجيزة والقاهرة وجنوب سيناء.
وتضرب علاقة اليونانيين بالمصريين جذورها فى قلب التاريخ، فقد زار المؤرخ اليونانى الشهير هيرودوت مصر فى القرن الخامس قبل الميلاد بعدما رست السفن اليونانية الآتية من جزيرة كريت على حدود الإسكندرية، كما بنى الإسكندر المقدونى المدينة التى تحمل اسمه لتكون عاصمة لمملكته.
فبعد أن عاشوا بمصر سنوات فى القرن الماضى ورحلوا عنها منذ عقود، حان اليوم موعد عودتهم إلى عروس البحر الأبيض المتوسط، الإسكندرية، التى تستضيف 70 يونانيًا و50 قبرصيًا، ضمن أسبوع «إحياء الجذور» الذى تنظمه وزارة الهجرة.
 استضافة الإسكندرية  للفعالية الأولى لأسبوع إحياء الجذور حدث مهم جدًا، للتأكيد على أن مصر حاضنة لجميع الثقافات والجنسيات، وأنها ما زالت ممتنة للدور الذى قام به عدد من أبناء الجالية اليونانية خلال تأميم قناة السويس ورفضهم الانسحاب من عملهم كمرشدين بالقناة، فضلًا عن دور بعضهم فى مساعدة الفدائيين قبل ثورة يوليو 1952، إضافة إلى التأكيد على دور الدبلوماسية الشعبية والقوى الناعمة فى إيصال الصورة الحقيقية لمصر إلى العالم الخارجى.