الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصرف الصحى يدمر المانجو والفراولة بـ«باريس الصغرى»

الصرف الصحى يدمر المانجو والفراولة بـ«باريس الصغرى»
الصرف الصحى يدمر المانجو والفراولة بـ«باريس الصغرى»





الإسماعيلية ـ شهيرة ونيس

 


حياة مأساوية يعيشها المواطن الإسماعيلاوى بسبب انتشار مياه الصرف الصحى التى بات يستخدمها المزارعون فى رى المحاصيل التى اشتهرت بزراعتها «باريس الصغري»، خاصة محصولى «الفراولة» و»المانجو»، بل نجحت تلك الروائح الكريهة فى طرد السكان من تلك المناطق، فضلا عن وجود أسراب من الحشرات الزاحفة تهدد حياتهم وأطفالهم بالإصابة بالأمراض.
يقول محمد مصطفي، أحد القاطنين بمنطقة المحسمة التابعة لمركز ومدينة أبوصوير: إن هناك انبعاث روائح كريهة من أراضى زراعة الفراولة المجاورة لمحل إقامته، ما تدفعهم إلى الهروب بعيدا عن السكن، منوها إلى أن السبب فى انتشار تلك الرائحة الكريهة استخدام المزارعين «مخلفات الصرف الصحى» فى زراعة محصول الفراولة، عوضاً عن الأسمدة الزراعية التى ارتفعت أسعارها إلى الضعف فى الآونة الأخيرة، غافلين بذلك مدى تأثير ذلك على الأرض الزراعية، وما ينتج عنه من هلاك التربة.
ويتفق معه فى الرأى مصطفى مرسي، مزارع، موضحاً أن ذلك يؤثر بالسلب على الأرض، ما يتسبب فى إجهاد الأرض والقضاء على صلاحيتها للزراعة شيئاً فشيئاً، فضلاً عن إصابة الفرد بمختلف الأمراض التنفسية نتيجة للاستنشاق الدائم والمستمر لمثل تلك الروائح الكريهة والمؤذية، خاصة صحة الأطفال وحديثى الولادة.
وتؤكد فاطمة عبدالرازق، ربة منزل، أنها شاهدت 3 حالات مصابة بمرض «الفشل الكلوى» نتيجة استخدام مخلفات الصرف الصحى، قائلة: «مهما كانت الأسعار مرتفعة وغالية فالإنسان أغلى بكثير»، متسائلة: أين دور الأجهزة الرقابية على الزراعة حفاظاً على أرواح المواطنين؟، خاصة أن هذه الأزمة الحقيقية مستمرة منذ أكثر من 4 مواسم متتالية فى أراضى الفراولة بالمحافظة، فى غياب تام من الجهات الرقابية.
ويقول محمود صابر، موظف: «أعتقد أنه باستخدام هذه الأسمدة البديلة، يكون بذلك المحصول غير مطابق للمواصفات الخاصة بعمليات التصدير، ما يؤثر على العائد المادى لمصر من صادرات الإنتاج الزراعي، وبعدين مش عشان نحصد بسرعة نعرض حياتنا للخطر.. اتقوا الله فينا».
ويوضح مصطفى سلامة، مزارع بقرية المحسمة، مدى خطورة استخدام هذه المبيدات التى تسمى «بطلى أبوبودريت» ومدى تأثيرها على الأراضى الزراعية، والمستخدمة لها بصفة مستمرة، حيث تعرضت العديد من الأراضى للهلاك تماماً على خلفية استخدامه، وعلى سبيل المثال قام أحد المزارعين بزارعة محصول المانجو عقب زراعته بهذه الأسمدة القائمة على مخلفات البشر، التى بدورها قامت بإصابة أشجار المانجو بـ«التسويس» نتج عنه تلف المحصول كاملاً.
وأضاف: علاوة على أن حرص المزارعين على استخدام هذه الأسمدة بواسطة جرارات نظراً لما لها من آثار سلبية على إصابة العاملين بها بالعديد من الأمراض وعلى رأسها «أمراض الفشل الكلوي»، إلى جانب إصابة الأطفال بالعديد من الأمراض لاسيما وتواجد مدارسهم وسط الأراضى الزراعية المستخدمة لمثل هذه المبيدات الهالكة لصحة البشر.
من جانبه أكد الدكتور سيد خليل، وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، خطورة استخدام هذه الأنواع من مخلفات الصرف الصحى والمعروفة بــ»البودرين»، والمستخدم فى زراعة الأشجار الخشبية والزراعات المعمرة فقط وليست فى زراعة الخضروات والزراعات التى تؤكل «نية»، نظرا لما تمثله هذه المواد من أخطار وعواقب جسيمة على صحة الإنسان أولاً وإصابته بأخطر الأمراض من فشل كلوى، والأمراض السرطانية المختلفة.
وتابع: إنه توجد حالة استثنائية لاستخدام مخلفات الصرف الصحى كسماد وهى عند خضوعها للعملية التحليلية من الدرجة الثالثة، فى هذه الحالة فقط يتم صرفها بصورة شرعية وقانونية، مؤكدا مخاطبة محطات الصرف الصحى حتى لا تقوم بتداول وبيع هذه المواد للمزارعين، إلا عقب حصولها على الموافقة من مديرية الزراعة بالإسماعيلية، لتحديد نوع الزراعات المستخدمة.
ولفت وكيل زراعة الإسماعيلية إلى أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية مع البيئة، ومجلس مدينة الإسماعيلية، ضد هؤلاء المزارعين المخالفين ومخاطبة المجلس لمصادرة هذه المواد الخطرة والمتداولة دون وعى أو إدراك من المزارعين، بمدى خطورة مثل هذه المواد فى الزراعات.