واحة الإبداع.. طواحين

اللوحات للفنانة: هبة حسين


يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

طواحين

كلمات - بسام المسعودى
صنعاء - اليمن

طواحين
المدينة أغلقت
والغاز المعبأ داخل
اسطوانات
لم يعد يباع فى محطات
التعبئة
الأفران التى تصنع الأرغفة
بآلات كهربائية
صارت تجلب حطب القرى
بمواعيد شبع زائفة لأهلها
وتبيع أرغفتها
طازجة بكل جرأة غفلة عن الله
فى المدينة شوارع كثيرة
داخل أزقتــــها
مساكن من الياجور
يسكنها أحياء حائرين
بين رؤية الأسفلت
فى الشوارع وقد أكلتها الأتربة
وبين أرواحهم تردمها
الحرب بركام مساكنهم
فتمر الحياة
فيها مسرعة بلا حادث نجاة
فى المدينة مطاعم
فاخرة تطهو وجبات
تليق بأهل المال واللصـــوص
تقدم لهم شبعنا
يأكلون أطباقهم
ويسألون الله أن يدمها نعمة
والأيدى الجائعة
التى تمتد إليهم
فى الأرصفة يسقونها
جشأة الشفقة  :-
 « اللـــــه كـــــريم «
حدائق المدينة
تبدو كأرامل
كراسيها الفارغة تشبهه
إكسسورات مزيفة
ألعابها أطفال مرت عليها
الحكايات حتى صارت
تشبه كسوف الرضا يوم قمر
فى المدينة المقابر
أكثر وملاهــى الحياة
شتات وأطفال الشوارع