الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«سيلفى الموتى» على الـ«الفيس بوك» يشعل الخلافات بين علماء الأزهر

«سيلفى الموتى» على الـ«الفيس بوك» يشعل الخلافات بين علماء الأزهر
«سيلفى الموتى» على الـ«الفيس بوك» يشعل الخلافات بين علماء الأزهر




كتب - عمر حسن


منذ عقود قليلة من الزمن لم يكن لأهل الميت من ذكرى سوى صورة باهتة الملامح اُلتقط له بكاميرا متواضعة فيتم تعليقها بأحد أركان المنزل، أو الاحتفاظ بها فى ألبوم صور العائلة، حتى يكسوه التراب بتعاقب السنوات فيصبح نسيا منسيّا، إلا إن ثورة التكنولوجيا التى اجتاحت العالم مع بزوغ القرن الحادى والعشرين، قد غيرت من ثقافة التعامل مع الأموات، وتطور الأمر إلى عمل حسابات لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى ورفع صورهم بغرض طلب الرحمة، بل إن الأمر قد تعدى ذلك ليصل إلى رفع صور الموتى بعد وفاتهم مباشرة وهم فى وضع التكفين لطلب الدعاء لهم، وهنا بدأت التساؤلات تثار حول مدى شرعية تلك الأفعال.من ناحيته أكد الشيخ عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالجامع الأزهر، على جواز نشر صورة المتوفى على مواقع التواصل الاجتماعى إن كانت بغرض الدعاء له، فهذا لن يزيد أو يقلل من الإسلام على حد قوله، طالما كانت صورا شمسية عادية.
وتابع الأطرش مستدركًا بقوله: «أما إن كانت الصورة بغرض تأليب الأحزان على أهل الميت على سبيل التعزية فهذا حرام شرعا عملا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يؤدب من عزى بعد الثالث»، فالحداد على الميت يستمر لثلاثة أيام فقط بكل أشكال التعزية، باستثناء الزوجة التى تحد على زوجها لمدة 4 أشهر وعشرة، وفاءً له.
واختتم رئيس لجنة الفتوى الأسبق تصريحاته لـ «روزاليوسف» قائلا: «الحالة الوحيدة التى يجوز فيها تعزية أهل المتوفى بعد الثالث أن يأتى شخص من سفره ويقابل أهل المتوفى لأول مرة فيعزيهم، أو أن يقوم مثلا بارفاق صورة المتوفى مع منشور على موقع فيس بوك لتعزية أبنائه».
فى سياق متصل أكد الداعية الإسلامى، الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أنه لا يوجد مانع من نشر صورة الشخص الذى وافته المنية عبر مواقع التواصل الاجتماعى طالما أنها صورة لا يخجل منها المرء وتظهره على خير وجه، بل على العكس يساهم نشر الصورة فى التعريف بهوية المتوفى، منعا لتشابه الأسماء.
وأضاف الجندى خلال تصريحاته لـ «روزاليوسف»: إن التكنولوجيا أصبح لها أثر طيب فى تخليد ذكرى الميت، متسائلًا: «ماذا لو أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعى قد ظهرت فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم لكنا نمتلك الآن صورة لهيئته الشريفة، وتسجيلا صوتيا له»، متابعا: «حينما مات لازوغلى أول وزير مالية فى تاريخ مصر لم يجدوا له صورة تخلد ذكراه، فأحضروا بائع عرقسوس من الشارع ونحتوا له تمثالا على أنه لازوغلى».
واختتم تصريحاته قائلًا: «التكنولوجيا مهمة للتوثيق، والصور بأنواعها ليست حراما، شرط ألا نستخدمها فيما يغضب الله، وأن ننشرها بإذن صاحبها إن كان حيا، أو إذن ذويه إن كان ميتا، ونطلب له الدعاء بالرحمة فقط».
ومن جانبه استنكر الشيخ صبرى عبادة، مستشار وزارة الأوقاف، وضع صورة المتوفى كخلفية على الهاتف المحمول أو لصفحة «فيس بوك»، حتى لا تكون باعثا مستمرا للأحزان فى نفس الأهل والأحباب، داعيا إلى الاكتفاء بنشر الصورة فى الذكرى السنوية بنية الدعاء له بالرحمة والمغفرة، خاصة أن الله - سبحانه وتعالى - يغفر للأموات بدعاء الأحياء.
وأردف عبادة فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» قائلًا: «واجب على المسملين قاطبة الدعاء للأموات، لكن فى ظل الحياة المتسارعة التى نعيشها، قد ينسى الابن أن يدعو لأبيه المتوفى، وربما تذكره صورته بين الحين والآخر بالدعاء له، إذن يصبح لنشر الصورة فى هذه الحالة أثر طيب»، مختتمًا: «يجب ألا يعيش الإنسان أسيرا لأحزان الفراق، وأن يستمر فى مزاولة حياته، ولا يتعمد النحيب والبكاء بتذكر الميت، وإنما إذا تذكره يكتفى بالدعاء وإخراج الصدقات على روحه، فهذا ما أمرنا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم».