الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الزبالة وحظائر الخراف تقتحم عاصمة «المنوفية»

الزبالة وحظائر الخراف تقتحم عاصمة «المنوفية»
الزبالة وحظائر الخراف تقتحم عاصمة «المنوفية»




المنوفية - منال حسين

من المفترض أن تكون عاصمة أى محافظة عنوان لها، من حيث الرقى والتحضر والنظافة، إلا أن الوضع بمدينة شبين الكوم، عاصمة محافظة المنوفية، مختلف تمامًا، خاصة أن القمامة تحاصر معظم المصالح الحكومية والمدارس، بل حتى أن أرقى الأماكن لم تسلم من الإهمال، فى ظل فراغ منصب محافظ الإقليم وعدم وجود قيادة تستطيع أن ترتقى بمحافظة الزعماء وتصلح ما أفسده القائمين على المنظومة المحلية.
فى الوقت الذى انشغل فيه المسئولون بالمحافظة بالتقاط الصور الفوتوغرافية أثناء إزالة مقلب قمامة أبوخريطة لإظهار دور بطولى أمام مجلس الوزراء، تجاهل الكثير منهم متابعة أعمالهم الداخلية وتنظيف الشوارع والميادين وكأن صحة المواطنين لاتهم طالما لا ترتبط بأمجاد شخصية، والكارثة الأكبر هو حرق جبال القمامة والمخلفات داخل الكتلة السكنية.
«روائح كريهة.. حشرات.. حيوانات.. أمرض صدرية» تلك الأزمات يعانيها سكان العاصمة شبين الكوم، خاصة القاطنين بحى غرب، ورغم تقدمهم بالعديد من الشكاوى والاستغاثات بشأن تنظيف الشوارع والميادين أو على الأقل وضع صناديق للقمامة، حفاظًا على المظهر الحضارى للمدينة، إلا أنه لا يتحرك ساكنا لمسئول.
تلال القمامة التى انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية فى محافظة المنوفية، وحولت مدن المحافظة وعلى رأسها شبين الكوم، شجعت مربى الأغنام والماعز على تربيتهم وسط أكوام القمامة، دون الالتفات إلى أن تربيتها على القمامة يضر بصحة المواطنين، حتى أصبحت العاصمة أشبه بصندوق قمامة كبير، وحظائر حيوانات.
التقطت عدسة «روزاليوسف» أكثر من صورة لتجمعات القمامة يأكل منها الخراف والماعز، بنطاق مدينة شبين الكوم، بمنطقة خلف الاستاد الرياضي، التى تطورت لتصبح حظيرة خرفان، وأمام مجمع المصالح، وشارع مجمع الكليات.
الجديد فى الأزمة تربية وتغذية الأغنام والماعز على تجمعات القمامة الموجودة داخل الكتلة السكنية، بعد أن اقتصرت فى الأعوام السابقة على تجمعات القمامة الموجودة خارجها فقط، حتى أصبحت الغذاء الأساسى لهم، بعد انتشار شائعة وجود البروتين المغذى للحيوانات داخل أكوام القمامة، وفى الحقيقة إنها قنبلة موقوتة تؤثر سلبًا على صحة وحياة المواطنين متناولى لحومهم.
تقول شيماء عبدالستار، من سكان حى غرب شبين الكوم: إن المنوفية أصبحت كوم زبالة، فلا أحد يصدق أن هذا هو حال العاصمة، فما بالنا بالمراكز الأخرى والقرى الفقيرة والمعدومة، منوهة إلى أنها يوميًا تستيقظ على مشاجرات نباشي القمامة، ناهيك عن تربية الأغنام والماعز أمام المنازل وافتراش أصحابهم لمداخل العقارات السكنية.
ويوضح أحمد فودة، أحد المضارين، أنه قديمًا كانت الأزمة فى شبين الكوم متمثلة فى الروائح الكريهة للقمامة وانتشار الحشرات والحيوانات الضالة، إلا أن تلك الأزمة تفاقمت وأصبحت الشوارع «حظيرة خرفان»، متسائلا: أين السكرتير العام لمحافظة المنوفية ورئيس حى غرب شبين الكوم؟، مؤكدا أنه لم ير السكرتير العام إلا من خلال صور مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
ويشير الدكتور هشام ماضي، أستاذ التغذية العلاجية، إلى أن تناول الحيوانات للقمامة لا يؤثر على صحتهم بل على صحة المواطنين متناولى لحومها ولبنها حتى مع درجات الحرارة العالية، مضيفًا أنه مع تقدم العمر للإنسان تزداد فرص إصابته بأمراض «السرطان ـ تليف الكبد ـ الفشل الكلوى  ضعف المناعة».