الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«إينجه» المسمار الأخير فى نعش أردوغان

«إينجه» المسمار الأخير فى نعش أردوغان
«إينجه» المسمار الأخير فى نعش أردوغان




ترجمة – خلود عدنان

 


وسط مئات آلاف الأتراك الذين احتشدوا فى ميدان يالوفا، أعلن نائب رئيس حزب الشعب الجمهورى «محرم اينجه»، ترشحه فى الانتخابات الرئاسية التركية، والتى ستجرى فى 24 يونيو القادم أمام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، حيث ألقى خطب نارية ألهب بها حماس الجماهير المحتشدة خلفه، واعدًا بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين وحل مشاكل الأكراد الذين عانوا من اضطهاد أردوغان.
وفى تصريح نارى من اينجه لإردوغان، «افرج عن دميرتاش، ودعنا نتنافس مثل الرجال» متهما أردوغان بزج دميرتاش فى السجن، وهو الرئيس السابق لحزب الشعوب الديمقراطى المعارض، والذى رشحه لخوض الانتخابات.
ولا تبدو الأمور تسير فى صالح تركيا ولا فى توجهاتها الحالية، لما تمتلكه أمريكا من أوراق قد تهز الواقع التركى بشكل جدى وعندها سوف يتضح ان تهديدات وزير الخارجية التركي، هى مجرد فقاعة إعلامية، ذلك بعدما ازداد الأمر تعقيدًا بين الشريكين الحليفين فى الناتو، تركيا وأمريكا، فلم يعد الأمر يتوقف على النقد اللاذع من قبل رئيس كل بلد لسياسات الآخر بل تطرق الأمر لقضايا الأمن والدفاع، خاصة بعد الإصرار التركى على شراء منظومة الصواريخ الروسية المتطورة أس 400 والتى ترفضها الادارة الأمريكية والناتو كونها تخترق المنظومة الدفاعية للناتو.
وجاءت تهديدات وزير الخارجية التركي، ردًا على الرفض الأمريكى الذى يأتى فى إطار النهج الذى تتبعه الولايات المتحدة فى معاقبة أنقرة، إذ إن هناك تشريعا يجرى العمل عليه من الجانب الأمريكى لمنع تسليح تركيا بأسلحة متطورة، ومن أهمها المقاتلة المتطورة اف 35 وهو ما أثار حفيظة الجانب التركي.
وفى هذا الصدد، قال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، فى مقابلة مع قناة (سى إن إن ترك) قال إن أنقرة سترد إذا ما أوقفت الولايات المتحدة مبيعات السلاح لها، واصفًا اقتراح أعضاء مجلس النواب الأمريكى بوقف مبيعات الأسلحة مؤقتًا، ومن بينها طائرات اف-35، لتركيا بأنه خطأ وغير منطقى ولا يليق بالتحالف بين البلدين العضوين فى حلف شمال الأطلسى.
ورغم كل هذة التحذيرات التركية، لم يوضح الوزير التركى بماذا سوف ترد الحكومة التركية إذا ما مضى المشرعون الأمريكان فى مشروعهم المناوئ للحكومة التركية.
ونشر نواب أمريكيون يوم الجمعة تفاصيل مشروع قانون سياسات الدفاع الذى تبلغ قيمته 717 مليار دولار، ويشمل جهود التنافس مع روسيا والصين والإجراء الخاص بمبيعات الأسلحة إلى تركيا.
فتركيا اتفقت منذ زمن بعيد مع الولايات المتحدة بشأن استلام المقاتلات، بل إنها بدأت بستديد أثمانها.  
تشمل الصفقة 116 مقاتلة، والولايات المتحدة وافقت حتى على أن تكون تركيا المركز الرئيسى لصيانة هذه المقاتلات فى المنطقة.. أما الآن فيسعى بعض أعضاء مجلس الشيوخ من أجل عرقلة تسليم المقاتلات إلى تركيا».  
يتزامن ذلك مع انهيار اللوبى التركى الضاغط الذى كان يدعم المواقف التركية فى السابق وهو مايشير إليه الكاتب قائلا «لم تعد المجموعة المدافعة عن تركيا والمسماة «Turkish Caucus» قادرة على الاعتراض. كانت المجموعة تقنع الآخرين من أجل عدم تمرير مثل هذه المشاريع المضادة، لكن بعد الأحداث التى شهدتها زيارة أردوغان الأخيرة للولايات المنحدة انسحبت هذه المجموعة.. ولم تعد تركيا تجد من يناصرها داخل مجلس الشيوخ».