ﺧﺴﺎرة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻹﺧﻮان اﻷردن ﻓﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت »اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ«

ﺑﻌﺪ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ رﺑﻊ ﻗﺮن، اﺳﺘﻘﺒﻞ »إﺧــﻮان اﻷردن« ﺧﺴﺎرة ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻓﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت »ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ« اﻷردﻧﻴﺔ ﻟﺼﺎﻟﺢ ﻗﺎﺋﻤﺔ »ﻧﻤﻮ« اﻟﺘﻰ ﺗﻀﻢ ﻣﺴﺘﻘﻠﻴﻦ وﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، واﺳﺘﻌﺎد أﺑﻨﺎء اﻟﻤﻬﻨﺔ  ﻧﻘﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻧﺘﻬﺎزى. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أﻧﻬﺎ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻘﺎﺑﻴﺔ وﻟﻴﺴﺖ ﺑﻠﺪﻳﺔ أو ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ، ﺗﺼﺮف اﻹﺧــﻮان اﻟﻬﻤﺠﻴﻮن ﻛﻌﺎدﺗﻬﻢ وﻗــﺎم اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷردﻧــﻰ ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ ﻣﺤﻔﻮظ ﺑﺴﺐ اﻟﻜﻞ واﺻﻔﺎ إﻳﺎﻫﻢ ﺑـ »اﻟﺒﻌﺜﻴﻴﻦ واﻟﻤﺎﺳﻮن واﻟﻤﺴﺘﻐﺮﺑﻴﻦ واﻟﻼدﻳﻨﻴﻴﻦ واﻟﻤﺜﻠﻴﻴﻦ«، وأﺛﺎر اﻟﺼﺮاخ اﻟﺬى ﻧﺸﺮه اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻓﻰ ﻓﻴﺴﺒﻮك اﻧﺘﻘﺎدات واﺳﻌﺔ، ﺣﺘﻰ أن اﻟﺒﻌﺾ ﻃﺎﻟﺐ ﺑﻤﻘﺎﺿﺎﺗﻪ ﺑﺘﻬﻤﺔ اﻟﺴﺐ واﻟﺘﺸﻬﻴﺮ واﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﺿﺪ اﻟﻤﺴﺎﻟﻤﻴﻦ. وﺗﻌﺪ ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ أﻛﺒﺮ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻓﻰ اﻷردن، وﺗﻌﺘﺒﺮ ا ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻘﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﻟﻠﺘﻴﺎرات اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻴﻬﺎ – ًاﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻣﺆﺷﺮ وﻟﻄﺎﻟﻤﺎ اﻧﺤﺼﺮت اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﺑﻴﻦ اﻹﺧﻮان واﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ اﻟﺤﺘﻤﻴﺔ ﻟﻬﺬا اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻰ ﻓﻰ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ. واﺳﺘﻔﺎد اﻹﺧــﻮان ﻣﻦ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﻨﻘﺎﺑﺔ اﻟﻤﻬﻤﺔ وﻓﻮزﻫﻢ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﺣﺠﻤﻬﻢ ﻓﻰ اﻟﻨﻘﺎﺑﺎت اﻷﺧــﺮى وﺣﺘﻰ ﻓﻰ اﻷردن ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻣﺴﺘﻐﻠﻴﻦ ﻫﻴﻤﻨﺘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻘﺎﺑﺔ اﻷﻛﺒﺮ ﻓﻰ ﺗﺪﻋﻴﻢ ﺟﻬﻮدﻫﻢ، ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎت ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ. وﻛﺎن اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺬى ﻳﻌﺎﻧﻰ ﻣﻨﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﺧــﻮان ﻧﺘﻴﺠﺔ »اﻟﺘﺮﺧﻴﺺ« ﻟﻔﺼﻴﻞ وادﻋﺎء ﻓﺼﻴﻞ آﺧﺮ أﻧﻪ ﻫﻮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، أدى إﻟﻰ ﺿﻌﻒ اﻹﺧﻮان وﻋﺪم ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﺔ، إذ أن اﻹﺧﻮان ﻳﻌﺘﻤﺪون دوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺪرﺗﻬﻢ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﺣﺠﻤﻬﻢ اﻟﺤﻘﻴﻘﻰ ﺑﻴﻦ اﻟﻨﺎس. ﻟﻜﻦ اﻟﺪﻻﻟﺔ اﻷﻫﻢ أن اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻧﻘﺎﺑﺔ اﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻛﺸﻔﺖ أن ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﺧﻮان ﻟﻴﺲ ﻗﻮﻳﺎ ﺑﺎﻟﺸﻜﻞ اﻟﺬى ﺗﻀﻔﻴﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻴﺔ، ﻟﻴﺲ ﻓﻰ اﻷردن ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ رﺑﻤﺎ ﻓﻰ ﻛﻞ اﻟﺒﻼد اﻟﺘﻰ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ. ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺸﻔﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ أن أﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪ اﻹﺧــﻮان، وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻻﻧﺘﻬﺎزﻳﺔ اﻟﻤﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻫﻮ اﻧﺠﺮار اﻟﻤﻨﺎﻓﺴﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ ﻟﻬﻢ إﻟﻰ أرﺿﻴﺘﻬﻢ ﻓﻰ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎداﺗﻬﻢ وﺳﺒﺎﺑﻬﻢ وﺗﺸﻬﻴﺮﻫﻢ.