الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صدور «فلسفة الإدراك» عن «عالم المعرفة»

صدور «فلسفة الإدراك» عن «عالم المعرفة»
صدور «فلسفة الإدراك» عن «عالم المعرفة»




كتب - خالد بيومى

عن سلسلة عالم المعرفة ضمن منشورات المجلس الوطنى للثقافة والفنون والآداب فى الكويت صدراً حديثاً، الترجمة العربية لكتاب «رؤية الأشياء كما هى.. نظرية للإدراك» للبروفيسور الأمريكى جون روجرز سيرل أستاذ الفلسفة بجامعة كاليفورنيا فى بيركلى، ونقله إلى العربية المترجم المصرى إيهاب عبد الرحيم علي.
يحتفى الكتاب بالتجربة البصرية التى تمثل جنبا إلى جنب – كما يرى الكاتب- مع الجنس والأطعمة والأشربة الجيدة أحد الأشكال الجيدة للسرور والسعادة فى الحياة. وعن سبب تأليف كتاب عن الإدراك يقول الكاتب فى المقدمة: كانت العلاقة بين التجارب الحسية والعالم الحقيقى – الذى تمثل فيه الرؤية أهم أنواع الخبرات، من أهم شواغل الفلسفة الغربية طوال القرون الثلاثة التى تلت ديكارت حتى القرن العشرين كانت نظرية المعرفة «الإبستمولوجيا» هى محور الفلسفة، ولا تزال الأخطاء التى حددت ملامح هذا الحقل مستمرة حتى الوقت الحاضر . ويحاول هذا الكتاب إزالة الأخطاء سواء التقليدية أو المعاصرة، وطرح تفسير بديل لها، ويسعى الكاتب إلى تقديم تفسير موضوعى للعلاقة بين التجربة الحسية والإدراك.
فالموضوعات والظروف التى نراها فى العالم لها وجود دائم تقريباً، أما التجارب البصرية الشخصانية التى تصور هذه الموضوعات والظروف فهى أحداث وعمليات عابرة ومؤقتة. ويدهش المؤلف من مقدار الاهتمام المخصص للهلوسات فى المناقشات الفلسفية الدائرة حول الإدراك،فالهلوسة الترفيهية كانت شائعة للغاية فى العقود الأخيرة من القرن العشرين،عندما بدأ كثير من الناس يتعاطون عقاقير «الهلوسة»، وتعد دراسة الهلوسة أداة مهمة فى الفلسفة، لأنه عند تحليل الإدراك الواعى فمن الأهمية بمكان أن نتمكن من الفصل بين التجربة الإدراكية الشخصانية وجودياً وبين الظروف المدركة الموضوعية أنطولوجياً.
ويرى المؤلف أنه من المفيد فلسفياً مناقشة حالات الهلوسة، لأنه يشترط ان فينومونولوجيا الهلوسة وتلك الخاصة بالتجربة الحقيقية قد تكونان الشيء نفسه تحديداً. ويشرح المؤلف معنى القصدية بأنها تلك السمة العقلية الموجهة إلى أو حول أو عن الموضوعات أو الظروف فى العالم. إن الجوع،والعطش، والمعتقدات،والتجارب الإدراكية،والنوايا والرغبات،والآمال،والمخاوف كلها قصدية؛ لأنها تتعلق بشيء ما، أما حالات القلق أو العصبية غير الموجهة فليست قصدية، على الأقل فى الحالات التى يشعر فيها الشخص بمجرد قلق أو عصبية من دون أن يكون قلقاً أو عصبياً تجاه أى شيء على وجه الخصوص. ليست للقصدية علاقة خاصة بالقصد بمعناه العادى.
يفسر المؤلف ايضاً كيف تؤدى بنية التجارب الإدراكية إلى مٌدركات رفيعة المستوى وشديدة التعقيد، والتى ترتكز على القدرات الإدراكية الأساسية المفروضة بيولوجيا.