الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قطر وتركيا تركعان لأمريكا

قطر وتركيا تركعان لأمريكا
قطر وتركيا تركعان لأمريكا




كتبت – داليا طه

 

أزمة سياسية واقتصادية تمر بها كل من قطر وتركيا خلال هذه الفترة إذ تتخوف قطر من تخلى واشنطن عنها خاصة بعد أن قال  الرئيس الأمريكى :إن الدول الصغيرة التى تحميها الولايات المتحدة عليها تسديد ثمن تلك الحماية، فى إشارة صريحة إلى قطر.كما أن تركيا تسابق الزمن لاستيعاب مشهد عدائى تتشكل ملامحه تدريجيا فى واشنطن، وسط خلاف غير مسبوق فى العلاقات التركية الأمريكية، قد ينتهى بفرض واشنطن عقوبات على أنقرة.
وفى خطوة منها لاسترضاء واشنطن ، أعلنت شركة قطر للبترول الحكومية عن منح شركة أمريكية عقدا لتصميم توسعات فى حقل الشمال، أكبر حقل لإنتاج الغاز فى العالم، فى إطار خطط لزيادة طاقة إنتاج الغاز المسال من 77 إلى 100 مليون طن سنويا.
وأوضحت قطر للبترول أن عقد التصميم التفصيلى يعد خطوة مهمة نحو منح عقد الشراء والتصنيع والتركيب بحلول نهاية العام الجاري، وأنه يمهّد لبدء عمليات الحفر فى عام 2019.
ويأتى هذا القرار بعد أن ضخت الدوحة أكثر من 60 مليار دولار لمعالجة أزمة السيولة فى ظل موجة هروب متواصلة للأموال إلى الخارج.
وكانت الدوحة قد بذلت محاولات كثيرة فى الفترة الأخيرة لاسترضاء الإدارة الأمريكية من أجل التخفيف من عزلتها الدولية منذ فرض المقاطعة الشاملة عليها من قبل كل من السعودية والإمارات ومصر والبحرين فى الخامس من شهر يونيو 2017 بسبب دعمها للإرهاب.
وعرضت فى مرات سابقة شراء صفقات طائرات كبيرة وشراء حصة فى شركة أمريكان أيرلاينز، إضافة إلى إعلان استعدادها لاستثمار عشرات مليارات الدولارات فى خطط ترامب لإنعاش البنية التحتية الأمريكية.
ويرى محللون أن خطط السلطات القطرية بزيادة إنتاج الغاز قد تؤثر على علاقتها مع طهران، التى تخلّفت طـويلا فى سباق إنتـاج الغاز من الحقـل المشترك بسبب العقـوبات الغربية، التى لا تزال تعرقل قدرتها على استثماره حتى الآن.
على الجانب الآخر ، من المقرر أن يزور وزير الخارجية التركى ، جاويش أوغلو ، واشنطن الأسبوع المقبل ويرجح مراقبون أن ترغم تركيا على تقديم تنازلات فى سوريا، خصوصا فى منطقة شرق الفرات، تجنبا لردود الفعل الأمريكية. كما يتوقعون أن تستجيب للضغوط بشأن آلية التنسيق مع روسيا بشأن سوريا، التى فقدت قدرتها على إحداث أى تحوّل على الأرض.
وسيحاول أوغلو فعل ما بوسعه لإنقاذ علاقات بلاده مع واشنطن من الانهيار، خاصة بعدما وصلت قضايا متعلقة بدعاوى قانونية ضد مواطنين أتراك وأمريكيين محتجزين فى البلدين إلى طريق مسدود.
وقالت مصادر فى واشنطن: إن المسئولين الأمريكيين من الممكن أن يلجأوا إلى تعديل اتفاقية التأشيرات الموقعة بين البلدين، بحيث يصبح حصول المواطنين الأتراك على تأشيرة دخول للولايات المتحدة أكثر تعقيدا. وحذر جاويش أوغلو من هذه الخطوة.
وتخشى تركيا من الوصول إلى لحظة الاختيار بين البقاء ضمن التأثير الغربى أو اختيار التحالف بشكل كامل مع روسيا. ورغم أن الغرب، خصوصا الدول الأوروبية، يضغط من أجل الحفاظ على تركيا كحليف استراتيجي، تلجأ إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى سياسة الضغط على تركيا من أجل التخلى عن سلوك قد يقسم الناتو مستقبلا.