الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر فى منابع النيل

مصر فى منابع النيل
مصر فى منابع النيل




كتب ـ أحمد إمبابى


تحتفظ مصر برصيد وافر من العلاقات الطيبة مع عمقها الإفريقى، الذى يربطها به العديد من أواصر التعايش والتقارب، أبرزها أننا نعيش على أرض واحدة، ويجمع بيننا نهر واحد، إضافة إلى تلاحم ثقافى وحضارى قوى، كل تلك الأمور تحضر فى الأذهان مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسى، نظيره الأوغندى، يورى موسيفيني، الذى يزور مصر حاليًا، فاللقاء جرى أمس الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة.
مراسم الاستقبال الرسمية جرت عقب وصول الرئيس الأوغندى، أعقبها جلسة مباحثات ثنائية جمعت الرئيسين، تبعها جلسة موسعة بحضور وفدى البلدين، بحثا خلالها سبل التعاون المشترك فى مجالات العمل المختلفة، وتقييم مستجدات الأوضاع الإقليمية والإفريقية.
وعقب المباحثات وقعت مصر وأوغندا 5 اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة، فى مجالات «الكهرباء» و«الزراعة» و«الصناعة»، ثم عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا لإعلان نتائج المباحثات.
الرئيس السيسى أشاد فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى بجهود الرئيس الأوغندى فى تحقيق الأمن والاستقرار بالقارة الإفريقية، قائلا: «إن ما يحققه يحظى بتقدير كبير على المستويين الإقليمى والدولى».
«السيسى» كشف عن مضمون المباحثات والتى تناولت «فرص الاستثمار فى المجال الاقتصادي، والعمل على زيادة التبادل التجارى بين مصر وأوغندا بما يمثل تكاملا ناجحا بين الدول الإفريقية».
كذلك تطرقت المباحثات إلى موضوع المياه، وسبل تعزيز التعاون بين دول الحوض بشأن الاستخدام الأمثل للموارد المائية بما من شأنه يحقق المنفعة لدولنا. إذ قال الرئيس: «تباحثت مع شقيقى الرئيس موسيفينى حول موضوع مياه النيل، وأهمية تعزيز التعاون بين دول الحوض بغرض تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال قمة حوض النيل التى عقدت فى عنتيبى عام 2017، بشأن الاستخدام المستدام للموارد المائية، بما من شأنه أن يُحقق المصالح المشتركة لكافة شعوبنا فى دول المنابع ودول المصب، وتجنب الإضرار بأى طرف».
«السيسى» أكد: «أوضحت للرئيس الأوغندى الموقف المصرى الخاص بملف سد النهضة ومدى حرصنا على التوصل إلى حل للمسائل العالقة وفقاً لاتفاق إعلان المبادئ الموقع فى 2015، وذلك فى ضوء اهتمامنا البالغ بنهر النيل وأهميته القصوى فى الوفاء باحتياجاتنا المائية».
وأكد الرئيس أنه تم الاتفاق على أهمية التنسيق المصرى  الأوغندى لحل الأزمات التى تواجهها القارة، منوها إلى التحرك المصرى  الأوغندى لتعزيز استقرار جنوب السودان.
وتناولت المباحثات كذلك مناقشة تعزيز التعاون بين البلدين لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة، لقطع مصادر تمويله الذى يمثل مصدر تهديد حقيقى لمختلف دول العالم.
على الجانب الآخر قال الرئيس الأوغندى، إنه هنأ «السيسى» مرتين، الأولى على إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، والثانية «على إنقاذ مصر من الاختطاف بواسطة الإرهابيين الذين كانوا سيشكلون مشكلة كبيرة لمصر وإفريقيا».
«موسيفيني» قال إنه يرى «السيسي» كمدافع عن الحرية مثل جمال عبد الناصر، وأضاف «سعيد لأن مصر الآن تحت قيادة مستقرة وقوية وتقدمية، وليست قيادة تستخدم الهوية فى أغراض سياسية».
وقال الرئيس الأوغندى أنه تناقشنا مع الرئيس فى ملفات عديدة منها استغلال الفرص المتاحة للاستثمار، وفكرة أن النيل يمكن أن يكون طريقًا للمواصلات بيننا، وتطرقنا إلى الأمن فى إفريقيا والمنطقة، والإرهابيون يسببون كثيرا من المشكلات فى العالم كله.
ووجه الرئيس الأوغندى الدعوة إلى «السيسى» لزيارة أوغندا ومنابع النيل، مؤكدا «لا يوجد رئيس مصرى أو ملك منذ الفراعنة زار منابع النيل فى أوغندا، ليكون السيسى أول رئيس يرى من أين ينبع النيل» وقد قبل الرئيس السيسى دعوة نظيره الأوغندى.
وفيما يتعلق بقضية مياه النيل، قال «موسيفيني»: «إن بعض المشاكل هى بسيطة ويمكن حلهاوقد عرضت رؤية يمكن أن تحقق مكسبا للجميع».