الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. تراتيل أنثى

واحة الإبداع.. تراتيل أنثى
واحة الإبداع.. تراتيل أنثى




اللوحات للفنانة
نسمة محرم

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


تراتيل أنثى

خاطرة

كتبتها عبير ندا

صنعت لنفسها كوباً ساخناً من الأمل فى الصباح بعد ليلة ملبدة بالخيبات هطل فيها دموعها كالسيول، سيول لم تدمر بيتها الصغير إنما جرفت ماعلق على سقفه من شوائب فبدا ناصعاً مع بزوغ الفجر الجديد ، أشرعت نوافذها وسمحت لخيوط النور فى رسم حلم على جدران البيت المهجور شاركت تفاصيل الحلم مع عصفور واقف على صفصافة أمام النافذة وهو يخبرها حكمته التى تعلمها من  شموخ الأشجار ، احتست مشروبها بتأن، قلبت أوراقها، مزقت صفحات لم تعد فى حاجة إليها وتغاضت عن صفحات عنوانها الانتقام ، فالانتقام لغة الضعيف وهى لم تعد كذلك فالقوة أن تسامح، أن تعلم الافائدة فى فتح دائرة نارية لن تنتهى مع الحياة ومع البشر، وحينما انتهت وضعت أوراقها فى خزانة الزمن ، فربما احتاجتها ذات ضعف لتستلهم منها القوة، وبعدها خرجت وقامت بنزهة صغيرة تحت سقف السماء وامتزجت باللون الأخضر للزروع والأشجار داعبت فراشات ذلك الفصل الذى ترتجف أجنحتها فيه ثم جلست قبالة مجموعة من الأطفال يمرحون ويلعبون بأرجوحة تجعلهم بالحمائم البيضاء وهى تطير ، وقد أحضرت معها أوراقاً بيضاء وكتبت عنواناً «تراتيل أنثى» وتحته خطت بنود معاهدة السلام بينها وبين نفسها وبين الحياة.