الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. ومن النافذة..

واحة الإبداع.. ومن النافذة..
واحة الإبداع.. ومن النافذة..




اللوحات للفنانة
نسمة محرم

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

ومن النافذة..

قصة  قصيرة

كتبتها - إسراء طارق

فى حينا نرى الشمس مرة وقت الظهر وما تلبث دقائق حتى تأفل دون غروب، ويمضى بقية النهار بضوء خافت.. منذ صغرى وكان هذا المشهد مميز لدى وكنت دائما ما أتساءل هل السبب فى ذلك تلك الأبنية العالية التى زحفت كالجراد على الطبيعة؛ أم أن هنالك سرا خفيا، كان يستقر داخلى إلى تلك الحقيقة «السر الخفي»، مرت بى الأعوام تلو الأعوام وأنا أشاهد هذا المنظر من النافذة الصغيرة والتى لم أرها فى يوم إلا وهى مواربة؛ كنت أنظر من فتحاتها وأتابع حركات الشارع وأستمع كل يوم لتلك الأصوات الحادة والجلبة التى يحدثها المارة، كنت أعلم كل منهم أكثر من نفسه وهم لا يدرون عن أمرى شيء.
كان الناس فى هذا الحى منكفئة دوما؛ الجميع الجميع منكفئ على وجهه، كنت أرى تقوس ظهورهم الملحوظ ولا أخبرهم  فقط أشاهد وكل يوم يزيد حتى حبوا جميعا.. فى تلك الأثناء كان لا يفارق خلدى ذاك السؤال الذى لم يبرح قربى منذ الصغر، لم الشمس غائبة؟!، فكرت بأن أجول بناظرى فى الأرض علَ بالى يهدأ وتهدأ معه حيرتى ، فوجدت الأرض سمراء متعرجة  وجميع من فى الحى يمشون عليها  شاحبون؛ عقولهم بها  كسور وشروخ مبرحة.. نعم رأيت، وإذ فجأة لم أشعر بقدماى الباردتان وعيناى الشاخصة فى ذهول و خوف واغتراب، أسرعت مهرولة إلى البيت وجدت الجميع تحول إلى هذا المشهد، وقد سدت النافذة؛ فأدركت حينها لما الشمس تغيب وتنكفئ!!.