الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. ما كان لـ«توما» أن يزرع روحى قصصًا!

واحة الإبداع.. ما كان لـ«توما» أن يزرع روحى قصصًا!
واحة الإبداع.. ما كان لـ«توما» أن يزرع روحى قصصًا!




اللوحات للفنانة
نسمة محرم

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


 

ما كان لـ«توما» أن يزرع روحى قصصًا!

شعـر

 كلمات - محمد حسنى عليوة

( القصة التى كتبها روائيٌ بائس
وليس لها مثيل فى كتب التراجيديا!)
هنا،
وضعَ المؤلف المسكين فكْرَته عن «توما»
على قارعة المنضدة
الطقسُ فى الظهيرةِ،كما قال:
أجبره التراخي،
انتظارًا لحضور «توما» بروحه
وحينها،
يعيد تشكيل العظام..
يجعلها ذريعةَ الانفلاتِ
من صمتِ غرفته السيئ الطباعْ
من سيفِ السياسةِ العالق فى شريانه التاجي.
المؤلف المسكين، سيّدى المحقق:
أنا لستُ قصتَه..
تفاصيلى محكمة الإغلاق..
لا وجود لرأسٍ تحتمى بها ذاكرة
مشاعرى تحت درجة الصفر من الألم
يصير دمى قنابلَ حزنٍ
وجلدي: بساتين فراشاتٍ يحترقن!
قصة «توما»، سيدى المحقق:
قاطرةُ أنفاقٍ
يجرّها ضوءٌ لا تراه عينايْ
وما بقى فى يديّ من كأسِ مرارةٍ
وعروقٍ تنتفض لارتكاب حماقة مدوية
ورأسٍ تعيد صورتها القبيحة لمرايا مبعثرة
فأسقط، بامتيازٍ لا مثيلَ له
ولا رحمة فيه!
«توما»، لستُ أنا من تفتش عنه فى جيوبي
فى صندوق أدوات الرسم المعطلة
فى خزانة القمصان والكنزات الشتوية
ولستُ أعرف ذاكرةً بعمري
مرّ بها طيفُ «توما»
أو تسللتْ لأذنيّ نميمة أحدهم عن «توما»
أو جلستُ فى عربة مترو
على مقعدٍ كان يشغله «توما»
أو دخلتُ إلى خشبة مسرح
و»توما» يعتليها بمفرده
أو أكلتُ خبزًا
صنعوه من مزارع قمح «توما»
أو كنتُ تلك التخاريم
فى ستائر «توما» المخملية
أو جرّنى الحظ لأكون ابن جارية «توما»!
رائحة «توما»
تغذّتْ لبعضِ الوقتِ على جسدي
الآن، أتركها عند مطلع الليل
أحتالُ كلِصٍّ، طوعت له المدينةُ نفسها
أسحبُ خلفى سَيّاراتِ الكتابة
- بطولِ الشارعِ الموجوع كحبلى بالنزيف-
حافلاتِ الحروفِ المنبعجةْ،
والأخيلة البخارية المتمايلةْ
إلى نفقِ أفكارى المغلق للترميم
أنهارُ بجسمى تحت كَشّافٍ ذابلْ
كزنبقةٍ نبتتْ تتشرب اتساخَ الضحالةْ
ثم أنزل بالباب لحافة العتبة
وقد كتبتُ عليه من الخارج:
 (أمامك حقل ألغام «توما»
الموبوء قِصصا !)