الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية

المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية
المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل على الأرض السورية




كتبت - أميرة يونس – أمانى عزام

تتوالى تبعات الانسحاب الكارثى للرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» من الاتفاق النووى الموقع بين طهران والدول الست الكبرى عام 2015، لتتحول الأراضى السورية إلى مركز تصفية للحسابات بين القوى الكبرى وحربهم فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، فانسحاب أمريكا من الاتفاق هو بمثابة إعلان حرب فى خطوة أولى ورئيسية لتحقيق المخطط الإسرائيلى بمهاجمة القواعد الإيرانية فى سوريا ،وإسقاط نظام الاسد.
فقد أعلنت روسيا مسبقا أنها لن تتخلى عن نظام الرئيس السورى «بشار الأسد» وحلفائها فى سوريا ، وعلى الرغم من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» لروسيا لأخذ ضمانات من الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» بعدم معارضته الهجمات العسكرية الإسرائيلية على القواعد الإيرانية فى سوريا بزعم الدفاع عن نفسها، إلا أن الضربة الإيرانية التى وجهتها لإسرائيل مساء يوم الزيارة جاءت بمثابة رسالة واضحة من الكرملين بأنه أيضا لن يعارض أى هجوم إيرانى على دولة إسرائيل.

وأفادت وسائل الإعلام العربية والعالمية عن رد إيران على الضربات الإسرائيلية التى وجهتها مساء الثلاثاء إلى قواعد عسكرية بريف دمشق مما أسفر عن سقوط 15 من العسكريين الإيرانيين، لتبدأ حرب صريحة وواضحة فجر الخميس بعدما ردت قوات فيلق القدس الإيرانى بإطلاق 50 قذيفة صاروخية باتجاه شمال إسرائيل استهدفت 4 مجمعات عسكرية إسرائيلية أساسية، تضم كل منها عدة مراكز عسكرية من بينها مركز عسكرى رئيسى للاستطلاع الفنى والإلكتروني، مقر سرية حدودية، مركز عسكرى لعمليات التشويش الإلكتروني، وآخر للتنصت على الشبكات السلكية واللاسلكية.
فيما أعلن وزير الحرب الإسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» لأول مرة ورسميًا أن جيش بلاده وجه ضربة عسكرية استهدفت كل البنى التحتية الإيرانية فى سوريا فجر الخميس، محذرا من أن تل أبيب لن تسمح لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة لشن هجمات عليها. وأنه لا صحة  لسقوط أى صواريخ إيرانية داخل أراض تحت سيطرة إسرائيل، على حسب قوله .
وبالنظر للوضع الحالى نجد أن إيران وإسرائيل دخلتا فى أعمال عدائية مباشرة للمرة الأولى فى تاريخهما، بدلا مما كان يحدث فى السابق عندما اقتصر رد إسرائيل على وكلاء إيران، ووفقا للصحف العبرية فهناك مخطط إسرائيلى بمحاولة جر إيران لحرب والدخول فى مواجهة عسكرية مباشرة مع تل أبيب فى محاولة لإخلالها بشروط الاتفاق النووى الموقع مع الدول الكبرى، الأمر الذى سيثير ردا دبلوماسيا عنيفا من الولايات المتحدة ويتيح أمام القوى الأوروبية الثلاث الكبرى فرنسا وبريطانيا وألمانيا عذرًا للانسحاب من الاتفاق وهو ما لا ترغب فيه إيران حتى الآن.
 وكان الجيش الإسرائيلى، اتهم فى بيان فى وقت سابق القوات الإيرانية، على الجانب الخاضع لسوريا، من مرتفعات الجولان بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية، هناك مشيرا إلى أن هذا لم يسفر عن وقوع خسائر بشرية، وقال المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، دون إسهاب إن إسرائيل ردت على الهجوم.
وأظهر لقطات مصورة لحظة شن الهجوم الصاروخى من سوريا على قواعد عسكرية إسرائيلية فى مرتفعات الجولان، مما أدى إلى واحدة من أعنف الضربات الإسرائيلية منذ بدء الصراع السورى فى 2011.
وقالت إسرائيل إن إيران أطلقت 20 صاروخًا من طرازى غراد وفجر، أسقطها نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخى أو لم يصل مداها إلى الأهداف بالجولان، إلا أن الإعلام السورى ذكر أن الضربات أصابت أهدافا.
واعتبرت إسرائيل أن فيلق القدس الذراع المسئولة عن العمليات الخارجية للحرس الثورى الإيرانى هو الذى أطلق الصواريخ، وقال المتحدث العسكرى اللفتنانت، كولونيل جوناثان كونريكوس، إن قاسم سليمانى «هو من أمر بتنفيذ» الهجوم.
وحسب مصادر سورية، فإن الرد الإسرائيلى تمثل بعشرات الضربات الصاروخية الإسرائيلية التى أصابت موقع رادار ومواقع دفاع جوى سورية ومستودعا للذخيرة، وهو ما يسلط الضوء على خطر تصعيد أوسع ينطوى على إيران وحلفائها بالمنطقة.
فى السياق نفسه، نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية قوله إن موسكو قلقة من التوترات العسكرية المتصاعدة بين إسرائيل وإيران فى سوريا وتدعو لوقف التصعيد بعد الضربات الصاروخية الأخيرة.
أما المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز فقد أكدت أن العدوان الصاروخى الإسرائيلى على الأراضى السورية، يعتبر «حقًا سياديًا لتل أبيب فى الدفاع عن النفس»، مضيفة أن «واشنطن تدعم أي نشاطات من جانب إسرائيل تهدف لحماية أراضيها».
وأضافت ممثلة البيت الأبيض «هذا يؤكد مرة أخرى أنه لا يمكن الوثوق بالنظام الإيراني، وأن الرئيس دونالد ترامب، اتخذ القرار الصحيح بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى».