الجزيرة.. بداية التغيير فى قطر

الرياض - صبحى شبانة

 

الانصياع على استحياء، لابأس!، فالعودة إلى الحق محمودة بعد الشطط والانحراف، إن كان سلوكيًا أو سياسيًا أو أيديولوجيا، فالسنن الكونية تسرى على الأفراد كما على الدول، الأهم هو استيعاب الدرس، والتجرد بيقين بعد التضخم الزائف الذى تملك حكام قطر بسبب الوفورات المالية الكبيرة، التى للأسف جاءت وبالًا عليها، هذا مافعل الغاز الطبيعى بنا هذا هو لسان حال الشعب القطرى الذى عانى من سياسات تميم وأبويه.
عدد من التحولات تفرض نفسها على قطر فى المرحلة الحالية، بعد أن ازدادت الضغوطات الخارجية والداخلية على الشعب القطرى الذى يئن منذ مايقرب من العام تحت أزمات اقتصادية خانقة وحلول سياسية فاشلة، فى الوقت الذى تشهد فيه المنطقة تحولات جذرية بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بإلغاء الاتفاق النووى مع إيران حليف قطر، إذن ليس من قبيل المصادفة التغييرات الهيكلية التى تجريها قطر فى قناة الجزيرة بعد إقالة المتطرف الأردنى ياسر أبو هلالة الذى يعتنق أفكار مواطنه الأردنى أبو مصعب الزرقاوى قائد تنظيم داعش فى العراق الذى قتل فى بغداد عام 2006.
الأيام المقبلة سوف تظهر لنا هل جاءت الإطاحة بأبوهلالة لتشير إلى تغيير فى الخط السياسى القطري، والابتعاد عن الجماعات الإرهابية المتطرفة، أم هى محاولة ضمن المراوغة القطرية فى التهرب من تنفيذ الاستحقاقات الخليجية المطلوبة منها، خصوصًا أن إغلاق قناة الجزيرة كان على رأس أولوية مطالب الرباعى العربى.
قطر تعانى من جراء الضغوط الدولية الشديدة على إيران التى تتعرض لشبح حرب شاملة تطيح بنظامها واقتصادها واستقرارها، فلم يعد لقطر صديق غير التطرف والإرهاب، فالرئيس التركى رجب طيب أردوغان شخصية نفعية ديماجوجية يتنقل بين المواقف كما يتنقل بين زيجاته السرية، تصنيفه فى السياسة الدولية أنه شخص لايوثق به.
 عام كامل أوشك على أن ينقضى منذ اندلاع الأزمة القطرية، خسرت فيها الدوحة الكثير اقتصاديًا وسياسيًا ولوجستيًا بسبب عناد تنظيم الحمدين الذى كان يؤدى أدوارًا تجاوزتها المرحلة، ولن تقبل المرحلة الجديدة التى تمر بها المنطقة بذلك الصخب الإعلامى الذى مارسته قناة الجزيرة طيلة أكثر من عقدين شوهت خلالها الدول والأنظمة التى حافظت على استقرار المنطقة العربية وحفظت هويتها.