الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«الأستاذ مختار» يرصد تغيرات الواقع في «فانتازيا» باسم يسري




 «الأستاذ مختار»، شخصية ابتكرها الفنان باسم يسري، تري في نفسها الشخص الفاهم لكل شيء، لكنه في الحقيقة هو بعيد كل البعد عن شخصية التنظير، ويجسد باسم هذه الشخصية بنفسه في الأفلام التي وصلت إلي نحو 12 محاضرة إلي الآن يحاول أن يعرض تصوراته عن الواقع بتفاصيله لكنها تصورات غير مفهومة بالشكل الكافي!! وجلس أمامه عدد من تماثيل شخصياته الساخرة المميزة لأعمال باسم وهي ضاحكة ومتوائمة مع «الأستاذ مختار» وكأنها مدركة أو متفقة مع مايقوله!!!
يواصل مشروع «أرشيف فنان» خطواته في التعريف بالتجارب الدولية للفنانين المعاصرين بثبات، حيث أقيم اللقاء الفني الرابع مع تجربة الفنان المعاصر باسم يسري بمركز «سعد زغلول» الثقافي، متحدثا عن تجربته الفنية التي بدأها بشكل عملي عام 2003 واستغرقت 6 سنوات حتي تبلورت بالشكل الذي يراه باسم والمتوائم مع شخصيته وطبيعته الساخرة من كل شيء.
وأكد باسم يسري أثناء حديثه علي أنه يسخر من نفسه ومن أصدقائه ومن المحيطين ومن كل شيء، لكنه فوجئ بأن ما ينتجه من لوحات بعيدة عن طبيعته الساخرة لأنها لوحات تتسم بطابع كلاسيكي وربما تقليدي أيضا لفن التصوير، وهو ما كان يراه باسم أنه الأصح أو الأفضل للعمل الفني، لكنه قرر بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام 2006 أن يخرج إلي العالم ويري ما يقدمه الغرب والأفكار الجديد في الفن ليتقدم عبر منحة «فولبرايت» لجامعة «تمبل» ليلتحق بكلية «تايلر» للفنون، ويحصل علي الماجستير، وهناك جاءته فكرة المزج ما بين الأزياء واللوحة، بالفعل تعلم تصميم الأزياء والخياطة، وبدأ في خياطة تصميماته ولصقها علي شخوصه التي رسمها باللوحة.
وفي 2008 تمرد علي هذا الاتجاه، لأنه غير مغرم بالأزياء والخياطة فبدأ في استخدام مسطح البردي كأرضية للرسم، وحاول التغيير في الشكل، فيما بعد بدأ في المزج علي اللوحة ما بين البورتريه والشخوص وبين شخصيات كوميدية ساخرة ابتكرها منذ سنوات علي ورق المحاضرات في لحظات الملل من خطب المحاضرين، وطورها فيما بعد في لوحته وصف تفصيلي لعملية «البعث» ليخرج هذه الشخصية من اللوحة لتجسد نحتيا كتمثال وكأنه خرج من الأرض، هذا العمل كان نقطة التحول لباسم ووصوله للشكل الذي يريده والوسيط الذي يرغب في التعبير به.
في مشروع تخرج باسم من كلية تايلر الذي أطلق عليه «كل الكلام المهم» عام 2009 وهو أول عمل تجهيز في الفراغ لباسم وكان بمثابة رؤية مستقبلية لتيارات «الإسلام السياسي» حيث اعتبر المكان هو مسطح الرسم له، وأشار باسم إلي أنه كان ولايزال متأثرا بأسلوب الرسم الذي رآه بمقبرة تحتمس الثالث، أثناء سفره برحلة الأقصر وأسوان بالكلية، ووصفها بأنه لم ير مطلقا هذا الأسلوب بأي من المقابر المصرية القديمة الأخري، نظرا لما فيها من التجريد الشديد والمجاميع الفرعونية والتماثيل الصغيرة، لذا كان مشروع «كل الكلام المهم» هو ابتكار باسم لجدارياته الخاصة وتوثيقه أو تأريخه للحالة الاجتماعية والسياسية التي هي منطلقه الأساسي في أعماله، المشروع هو رسم علي جدران الغرفة بما فيها سقف الغرفة وتماثيل صغيرة كثيرة جدا ألوانها ما بين الأبيض والأسود فالأبيض يمثل الرجل الملتحي والأسود يمثل السيدة المنتقبة! في هذا المشروع أراد باسم السخرية من الكلاشيهات التي ثبتت بالعقلية الإنسانية عن تيارات الإسلام السياسي، وأنهم هم التجسيد الحقيقي للإسلام.
تطور المشروع الفني لدي باسم ليبدأ في التركيز علي الفيديو آرت حيث استعرض فيلميه «صور صور» و«صور كمان وكمان» الأول تم تصويره في مصر والثاني في فيلادلفيا بأمريكا حيث كان يقيم، الفيلمان كلاهما طويل مشاهدهما تبدو غير مترابطة لكن توحيد الموضوع يجعل من كل منهما فيلما مترابطا يعطي جملة مفيدة في النهاية، حاليا يعكف باسم علي إتمام فيلمه الجديد «فيلم رومانسي» الذي بدأه منذ قرابة العامين وشارف علي الانتهاء.
باسم يسري فنان له تجربة فنية تحترم تتسم بالفانتازيا الفنية، لكنها لم تكتمل بعد ولم تتضح بشكل كاف معالمها، لكن مرتكزاتها واضحة وهي السخرية من الواقع الاجتماعي والسياسي، أدواته متغيرة دوما في محاولة لكسر فكرة أن تتحول أعماله لكلاشيهات أو تابوهات هو يحاول كسرها والتمرد عليها طوال الوقت في أعماله.