الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قنطرة» الفيوم سوق العرسان وكبار تجار البحر والأرياف

«قنطرة» الفيوم سوق العرسان وكبار تجار البحر والأرياف
«قنطرة» الفيوم سوق العرسان وكبار تجار البحر والأرياف




الفيوم – حسين فتحى


قبل 200 سنة أقام المغاربة الوافدون إلى مصر، سوقًا كبيرًا داخل مدينة الفيوم، يمتد من مدخل بحر يوسف بطول 200 متر حتى منطقة الصاغة ودرب النافع.
وعرف هذا السوق بقنطرة اختبار «نسبة إلى المملوك اختبار» الذى كان يعيش فى الفيوم،  وأنشأ السوق وكان مصدرًا للبيع والشراء للقبائل العربية التى قطنت فى مصر,
 وكان يتوافد عليه أهالى نجوع الفيوم، وبعض التجار من محافظتى المنيا، وبنى سويف، إضافة إلى العائلات التى نزحت أثناء الأحتلال البريطانى لليبيا ، والسوق عبارة عن محالات صغيرة، أعلاها سقف خشبى بارتفاع نحو 20 مترًا عن الأرض، وكانت تعلو سقفه «الفوانيس»  ليلًا لتضيء السوق، ويحمى التجار من حرارة الصيف وأمطار الشتاء.
يقول محمود طرفاية، وهى أحد أبناء شيخ التجار وكان يدعى أحمد، أنه حاصل على بكالوريوس تجارة، وفضل العمل مع والده منذ أن كان طفلًا فى ستينيات القرن الماضى، وهى الفترة التى شهدت انتعاشًا، حتى فترة التسعينيات، ويشير إلى أن الأسر كانت تعتمد بشكل أساسى على شراء جهاز العروس، بداية من الصندوق الخشبى، والسرير، وقطن التنجيد، ومناديل « الأويا، لتغطية رءوس السيدات والمنديل المحلاوى للرجال، إلى جانب « الطشت النحاسى» والأوانى النحاسية، وكان ذلك لا يتعدى الـ 300 جنيه، وهذا المبلغ لا يكفى حاليًا لشراء «هاون» نحاسى، الذى وصل سعره حاليًا إلى 400 جنيه « ويقبل عليه محبو الأشياء القديمة .
ويشير إلى أن العريس وأسرته كانوا يأتون السوق لشراء» « كردان الذهب، قطن التنجيد، وقماش الصوف، والحرير، والسرير النحاسى، وجلباب العروس، وفستانها، فى فترة الخمسينيات بمبلغ لا يتعدى 50 جنيها. أما حاليًا، فلا يوجد سوى الألومنيوم، ويصل تكلفة ما تحتاجه العروس إلى 3 آلاف جنيه.
وتابع أنه يحتفظ «بجوزة» والده المصنوعة من النحاس، وأنه يرفض بيعها، فهى تمثل ذكرى وتاريخ لوالده.
أحمد عمر حمزة «تاجر» يقول أنه يعمل منذ وفاة والده قبل 45 عامًا، فى سوق القنطرة حيث يمتلك محلًا تجاريًا لبيع المفروشات و الخردوات، يضيف لم يعد هناك سوق، الناس تغيرت، و المحلات تغيرت لم يعد هناك تجار للعطور، والموبليا المصنعة محليًا، واختفى صناع الجلباب البلدى الذى كان يصنع للعريس من الصوف، و معه قفطان «وبلغة» إلى جانب عصا الخيرزان كل شيء انتهى، وحل محله الصينى المصنوع من البولستير، و لم يتبق من السوق الأثرى، سوى الأسقف القديمة، و ما يقرب من 5 محلات.
وضيف أن الثلاثين سنة الأخيرة ظهرت ملابس جديدة للسيدات، كالنقاب، والخمار وهى الأشياء التى لم تكن موجودة ويقبل عليها «زبائن» الريف و المناطق الشعبية، ويشير إلى أن المنديل الخاص بغطاء رأس السيدات، كان ثمنه 50 قرشًا، أما أقل إيشارب حاليا ثمنه 30 جنيهًا.
ويشير إلى أن كبار تجار البحر، اتجهوا لشارع بحر يوسف، وأقاموا محلات كبيرة حديثة، و بعضهم اتجه لبيع الموبيليات، متناسيًا نشأته، فلم يعد لأمين حبيشى أي أثر فى السوق، واختفت محلات أولاد حمزة، و محلات « الماوردى» التى كانت تشتهر ببيع العطور وأنواع البخور» الذى كان يتم جلبه من بلدان إفريقيا.