البث أو الحق التليفزيوني

روزاليوسف اليومية : 19 - 10 - 2009
عادت قضية البث الفضائي لمباريات كرة القدم لنقطة الصفر، بسبب تعنت لجنة الأندية خاصة حسن حمدي رئيس الأهلي الذي أصبح الأمر شخصيا بعيدًا عن الأندية أو مصالحها..
التليفزيون وافق علي رفع ما يدفعه علي مجموعة الحقوق من 13 إلي 30 مليون جنيه سنويا ويدفع م.حسن صقر 4 ملايين أخري مقابل بث المباريات فضائيا علي النيل للرياضة.
في عملية توقيع العقد حاولت الأندية وضع شروط جديدة مثل العقد لا يشمل مباريات السوبر والمنتخب الوطني والأرشيف يعود لاتحاد الكرة بعد أسبوع من بثه واستديوهات التحليل وغيرها وهي شروط جديدة.
في نفس الوقت الذي قاد حسن حمدي رئيس الأهلي حملة الأندية ضد التليفزيون ووزير الإعلام وهو أمر يعود لرفض التليفزيون السماح لتنفيذ خطة قناة الأهلي بنقل المباريات فضائيا عبر الA.R.T لتسويقها في أمريكا وأستراليا، الأمر الذي يعود علي الأهلي وقناته ب3 ملايين دولار سنويا هي قيمة العائد الفعلي من الاشتراكات فيها.. تليفزيون مصر قال: فيتو غير مسموح باللعب في منطقة اشتراكات الفضائية المصرية، وأرسل ما يفيد لمدير الأهلي..
ماذا يحدث لو أن صغيرًا جاء بعد خمسين عامًا وقال: هو مين أبوتريكة ده عاوز أشوف لقطة تليفزيونية له، التليفزيون من خلال أرشيف أو ذاكرة الوطن سوف يذيع لقطات لأبوتريكة ومبارياته وأهدافه، إذا ماذا لو كان الأرشيف مملوكا لغير التليفزيون، هناك مشتٍر وهو هنا سوف يحكم قبضته علي تاريخ مصر الرياضي وهذه مشكلة، الأرشيف أمر وطني وذاكرة الوطن الرياضية لا يمكن التنازل عنها ولو بملايين من الدولارات، علي الأقل يمكن بيعه لجهات أخري مع تليفزيون مصر والوزارات واتحاد الكرة وصقر عادة ما تحصل علي اللقطات الأرشيفية من تليفزيون مصر.
التهديد بعدم إذاعة المباريات أو بثها سوف يلحق الضرر بالأندية واتحاد الكرة ثم التليفزيون والأخير قوي يمكنه التحمل.. وهناك الفضائيات التي دفعت ثمنًا لبضاعة امتنع عن تسليمها اتحاد الكرة والأندية مسئولة قانونًا عن عدم البث.
حسن حمدي هنا يحاول حرق التليفزيون وقياداته، واستخدام الأندية في عملية هجومه علي تلك الجهات وهو هنا يدافع عن قناة الأهلي وليس حقوق الأندية..
م.حسن صقر انزعج مما أقدم عليه اتحاد الكرة لأن هناك التزامًا بالبث وتوجيهات د.أحمد نظيف في هذا الشأن واضحة، وعملية الاختلاف حول بنود العقد يجب ألا تصل للتصادم ومنع البث..
سمير زاهر قال: التليفزيون بيلاعبنا.. ورد م.أسامة الشيخ قائلاً: كنت أنتظر زاهر في مكتبي كما حدد هو الموعد وفوجئت به يوقع علي بيان عدم البث!
التليفزيون نجح في إدارة الأزمة وكشف لغم حمدي لنسف الاتفاق بين التليفزيون واتحاد الكرة ومجموعة السبعة، التليفزيون لم يذع علي النيل للرياضة ما سوف يدفعه مقابل ولم يشكُ، ثانيا كان عادلا عندما قال: يا جماعة امنحوني حزمة الحقوق الأخيرة التي كانت في حوزتنا قبل ذلك وندفع مقابلها 34 مليون جنيه بعد أن كنا نحصل عليها بمقابل 13 مليون فقط.. حسن حمدي هرب من الاجتماع الأخير ورفض التوقيع علي بيان الأزمة وضحك علي زاهر وألبسه السلطانية متنازلاً عن منصبه كرئيس للجنة الأندية وزاهر بحسن نية قاد الأندية لأزمة منع البث الفضائي لمباريات الدوري..
مباريات المنتخب الوطني كان اتحاد الكرة يحصل علي مقابل لبث المباريات يتوقف علي العدد بجانب 15٪ من ثمن بيع الدوري فضائيا وأرضيا، واتحاد الكرة كان يحصل علي حقوقه من التليفزيون خصما من ال13 مليونًا وهو الآن سوف يحصل علي 15٪ من ثمن الدوري + مقابل بث مباريات المنتخب كاملة أي أن حقوقه المالية داخل ال34 مليون جنيه..
لكن حسن حمدي بلعبة ذكاء أراد أن يستبعد سمير زاهر من الإعلام الوراثي بدفعه لمطالبة التليفزيون بفلوس المنتخب خارج ال34 مليون جنيه ليمنح حسن حمدي والأندية العائد كله والأهلي كان يحصل علي 50٪ من معظم الموارد المالية، ثم علي طريقة روح خد فلوسك من العمدة حاول حسن حمدي شحن زاهر للسير في هذا الاتجاه ليصنع مشكلة وأزمة مصر كلها في غني عنها.. تليفزيون مصر في هذه الحالة تحرك وتصرف بوطنية ونجح في إدارة الأزمة بحرفية وثقة.
[email protected]