الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

غياب دور المبدعين.. والفنانون اكتفوا بالشعارات الإعلامية




بعد قيام ثورة 25 يناير توقع الجميع أن ينال الفن نصيبًا منها خاصة أن الفنانين كانوا على رأس صناع هذه الثورة ولكن للأسف النتيجة كانت عكسية وزاد معدل انحدار السينما وظهور أفلام المقاولات من جديد وبالرغم من تعالى أصوات الفنانين وصناع السينما.

وتبشيرهم للجمهور بعدد كبير من الأعمال التى توثق الثورة وتكشف الفساد وتوعد بعضهم بكشف الوجه الآخر لعدد من المتأسلمين أو من قاموا باستغلال الثورة على حد قولهم إلا أنه فى النهاية وبعد مرور ما يقرب من عامين لم يسفر الأمر إلا عن مجرد تصريحات وفرقعات من صناع السينما والمبدعين الذين تراجع دورهم فى تقديم فن يواكب عظمة الثورة المصرية.
 
برر المنتج محمد العدل تقصير السينما فى حق الجمهور والاكتفاء بالشعارات دون ترجمة الواقع إلى أعمال ابداعية تنمى وعى الجمهور تجاه الثورة مؤكدًا أن سينما الوعى لا مكان لها حاليًا لأن هناك العديد من الأمور التى تحكم الصناعة وأهمها خوف المنتجين من الخسارة وعن مقترح للاستعانة بشباب للحد من التكلفة ونفس الوقت تقديم أعمال جادة توثق أحداث الثورة قال: السينما حاليًا لا يوجد لها توزيع خارجى وتوثيق الثورة بأعمال بالتأكيد أمر قائم وسيتم تنفيذه ولكن ليس فى الأوقات الحالية طبقًا لاقتصاديات السوق التى تحكمنا ولا يراه الجمهور الذى يلقى علينا اللوم برؤيته المجردة.
وعن مسلسل «سيد قطب» الذى أعلنت عنه شركة العدل والذى سيتناول قصة حياة هذه القيادة الإخوانية بشكل تناقضات تحملها خاصة أنه أحد أهم أقطاب جماعة الإخوان والذى كان وراء فكرة اتجاه الجماعات الإسلامية إلى العنف وأكد العدل فى تصريح صادم أن مشروع المسلسل توقف تمامًا فى  الوقت الحالى للأسباب سالفة الذكر وأنه قام بتجسيده لحين اتضاح الرؤية سياسياً واقتصادياً.
وعن تحمسه السابق للعمل ورغبته فى ابراز تناقضات الإخوان من خلاله قال إنه لم يقم بإلغاء الفكرة ولكن تأجيلها حاليًا لأسباب إنتاجية ولم يتراجع عن موقفه تجاه العمل أو تجاه الثورة.
أما المنتج محمد حسن رمزى فقال إن الفكرة فى عدم اكتمال الثورة حتى الآن لكى نتحدث عنها فى أعمال سينمائية بصرف النظر عن تحديات السوق والتعثرات الإنتاجية فلكى يتم نقل صورة أو توثيقها لابد أن تكون مكتملة لكن ما تشهده الساحة السياسية حاليًا مبهم وغير مفهوم فليس من الممكن ان نقدمه للمشاهد بهذا الشأن وعن فكرة عدم تقديم أعمال جادة قال رمزى لا يجب أن تقدم الصورة بهذه «السوداوية» فهناك أعمال جادة ظهرت بعد الثورة وليس كلها تافهة ومن بينها فيلم «ساعة ونصف» ولكن فكرة تقديم عمل سياسى فى هذه الأحيان من وجهة نظرى فكرة غير مجدية ولن تلقى أى صدى.
وأشار المنتج محمد حفظى إلى إنه قدم فى فيلم «18يوم» نظرته الكاملة عن «18يوم» الأولى فى الثورة والتى هى كانت واضحة المعالم وعرض الفيلم سينمائيًا لم يكن أمرًا مهمًا لأن عرضه بمهرجانات كان أقوى وشاهده جمهور أعرض بكثير وعن تراجع المنتجين عن تقديم أعمال تتناول الإخوان فى الوقت الحالى لأسباب غير منطقية قال حفظى حماس المصريين بعد الثورة وخلع مبارك مباشرة كان حافزًا لدى كل مبدع ليعرض رؤيته عن أعظم ثورة بالصورة التى يراها ولكن المنحنى الذى وصلنا إليه جميعًا حاليًا أعاد حالة الصمت والإحباط من جديد فالمبدع فى النهاية بشر ولديه طاقات تحركه والآن أشعر بالطاقة السلبية واعترف بذلك ولكن لدى مبرراتى واتمنى أن تكون مجرد فكرة وتستعيد الثورة مسارها الصحيح وهيبتها من جديد.
مجدى أحمد على مخرج «الميدان» أكد تجميد فيلمه فى الوقت الحالى وأرجع الأسباب إلى حالة الاحباط التى أصابته لما يشهده المجتمع المصرى من اضطرابات وعدم استقرار علاوة على التغيير الذى طرأ على البطل الحقيقى للفيلم وهو الطبيب «طارق حلمي» الجراح الشهير الذى كان منفصلاً عن الواقع ولا يهتم فقط سوى بعمله والمرضى الذين يعالجهم إلى أن يجمد نفسه منخرطًا فى تظاهرات الشباب بميدان التحرير أثناء الثورة عندما يكتشف أن أسرته الصغيرة تشارك فى مظاهرات 25 يناير فتتغير حياته ويقوم بانقاذ المصابين وبجلب الأدوية والأدوات الطبية للميدان.
وأضاف مجدى أن هذه الشخصية اصابته بالإحباط بعد مرور شهور على قيام الثورة حيث عاد لحياته الأولى واصبح لا يهتم إلا بعمله وانفصل مرة أخرى على الواقع. لذلك يحاول أن يجد مخرجًا دراميًا حتى يكمل الفيلم لكن ذلك لن يكون فى الوقت الحالى خاصة أن حالته النفسية لا تسمح أن يستأنف عمله كفنان لأنه فى النهاية إنسان يتأثر بواقع بلده ويعيش مثل معظم المصريين حالة إحباط فى ظل ما يقوم به الإخوان من السيطرة على كل شيء فى البلد.
ومن الأعمال التى تم الإعلان عنها عقب قيام الثورة فيلم «خمس ساعات» ويرصد الساعات الأخيرة للرئيس المخلوع فى قصر العروبة قبل التنحى واستقراره بشرم الشيخ وعلى الرغم من حالة الجدل التى أثارها الفيلم عقب الإعلان عنه إلا أن مؤلف الفيلم عبد الرحيم كمال أوقفه لأجل غير مسمى وبرر ذلك قائلًا: لا أرى أن موضوع الفيلم مناسب للأحداث الآن بجانب أن كل يوم تظهر معلومات جديدة قد تساعده أكثر فى توثيق الحدث خاصة ان الساعات الأخيرة لمبارك قبل إعلانه التنحى كانت لحظات فاصلة فى حياة المصريين لذلك تحتاج لوقت حتى تكون دقيقة. وأضاف كمال انه عقب إعلانه كتابة هذا الفيلم ظهرت موجة من الأفلام التى أعلن صناعها أنها سترصد الساعات الأخيرة لمبارك فى قصر الرئاسة «مثل ليلة سقوط الرئيس» و«إقالة شعب» ولن تخرج للنور وكأنهم ينتظرونى حتى أعلن عن الفيلم وهذا أصابنى بالإحباط علاوة على أن المنتجين لم يكن لديهم جرأة لتقديم هذا الفيلم لذلك قمت بتجميده فى الوقت الحالى واتمنى أن الأيام القادمة تحمل الأفضل ويكون هناك فرصة لتقديمه.
أما فيلم المنصة الذى أفرجت عنه الرقابة بعد «15» عامًا الذى كان يتناول حادث اغتيال السادات تورطت فيه الجماعة الإسلامية فقد توقف هذا المشروع وتم تجميده وذلك بناء على رغبة مؤلفه بشير الديك حيث أكد أن احداث هذا الفيلم لا تناسب الظروف الحالية خاصة والإخوان موجودون فى الحكم وأنه كان يتمنى تقديمه منذ 15 سنة فى الوقت الذى كان مبارك موجود فى  الحكم وقتها كان سيشعر ان هذا الفيلم له أهمية لكن وبعد صعود التيار الإسلامى سيكون الفيلم من وجهة نظر البعض مجرد الهجوم على الإسلاميين على الرغم أنه يرصد واقعة تاريخية موثقة بالمستندات بجانب أن الإخوان قد يصطدمون به لمنع الفيلم.