الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أمراض الماشية تشعل أسعار الدواجن بالفيوم

أمراض الماشية تشعل أسعار الدواجن بالفيوم
أمراض الماشية تشعل أسعار الدواجن بالفيوم




الفيوم ـ حسين فتحى
رغم انخفاضها بشكل كبير، قبل عدة أشهر، بسبب صفقة الدواجن البرازيلية، التى استوردتها وزارة التموين للقضاء على جشع تجار اللحوم البيضاء والحمراء وأصحاب مزارع الدواجن، إلا أن ذلك لم يستمر طويلًا، وعادت أسعار الدواجن، والطيور لتشوى جيوب المواطنين بالفيوم، بعد أن أصبحوا مضطرين لشرائها، بسبب شائعات إصابة الأبقار والماشية بأمراض الجلد العقدى والحمى القلاعية، ما أدى إلى عزوف المواطنين بالمحافظة عن شراء اللحوم الحمراء، وتكالبهم على شراء الدواجن خاصة على مدار أيام شهر رمضان المبارك.

تقول فاتن عبدالفضيل، ربة منزل: إن الدواجن والطيور وجبة البسطاء و الأغنياء، لكن جنون أسعارها أصبح يرهق ميزانية الأسر بجميع مستوياتها ويستنزف جيوبها، خاصة فى محافظة الفيوم، لتى كانت تعتمد فى اقتصادياتها على تربية الطيور والدواجن بالمنازل، وداخل المزارع، حيث أصبح سعر كيلو الدواجن البيضاء إلى 32 جنيهًا، ووصل سعر الدواجن الفيومى البلدى إلى 41 جنيهًا، وهى أسعار لا يستطيع أحد تحملها، حيث تحتاج أى أسرة إلى 200 جنيه، لشراء دجاجتين وبجوارهما أرز أو طبق “ملوخية “ خلال الوجبه الواحدة.
ويشير المحاسب محمد معوض، مدير عام محكمة الفيوم الابتدائية، إلى أن وراء ارتفاع أسعار الدواجن بهذا الشكل الجنونى عصابات من أصحاب المزارع، خاصة أن زيادة أسعار مستلزمات الإنتاج «طفيفة» ولا تستحق تلك الزيادات، فضلًا عن أن أسعار الدجاج الأبيض كانت تتراوح ما بين 23 و25 جنيهًا خلال الأشهر الماضية، لكن الأسعار قفزت قبيل وخلال أيام شهررمضان إلى أعلى مستوياتها، بعد أن وصل سعر الكيلو إلى 32 جنيهًا للدجاج الأبيض، و46 جنيهًا للبط، و70 جنيهًا لكيلو فراخ البانيه.
ويرى حمادة البحيرى، موظف، أن الدواجن الفيومى لا مثيل لها من حيث الطعم والقيمة الغذائية التى لا تتوافر فى الدجاج الأبيض، كما أنها تتحمل الأمراض، ولا تتأثر بسهولة بفيروسات إنفلونزا الطيور، علاوة على أنها تعتبر الوجبة الأكثر أمانًا من بين اللحوم بعد نكبة أمراض الماشية التى تنتشر مع بدايات فصل الصيف، مؤكدًا أن أسعارها ارتفعت عنان السماء مع حلول شهر رمضان الكريم، الأمر الذى يزيد من أعباء الأسر الفيومية.

أما سيد الحمش، صاحب محل دواجن، فيقول: إن أسعار الدواجن والطيور تخضع للعرض والطلب، إضافة إلى «مزاج» تجار الجملة، وأصحاب المزارع، ناهيك أن تأثير مرض المواشى والأبقار كان سببًا رئيسيًا فى ارتفاع أسعار الطيور بصفة عامة، حيث وصل سعر الدجاج الأبيض إلى 32 جنيهًا بزيادة 7 جنيهات عن الشهر الماضى، ووصل سعر الدجاج الفيومى إلى 41 جنيهًا للكيلو و40 جنيهًا لكيلو الأرانب، فى حين قفز سعر البط البلدى إلى 46 جنيهًا للكيلو، وهناك توقع باستمرار ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان.
ويشير الحاج محمد أحمد مرسى، تاجر أعلاف، إلى أن عدم الرقابة على المستورد من الجهات الحكومية، يعتبر أحد أسباب الارتفاع والتحكم فى الأسعار، حيث وصل سعر فول الصويا، إلى 8 آلاف و800 جنيه للطن، وسعر طن الذرة الصفراء وصل إلى 4 آلاف و300 جنيه، فى الوقت الذى وصل فيه سعر المركزات 11 أالف جنيه للطن، منوهًا إلى أنه يتم زيادة أسعار العلف كل 10 أيام رغم استقرار سعر الدولار.

ويرى الدكتور أسامة مخلوف، نقيب البيطريين بالفيوم أن انتشار أمراض الجلد العقدى والحمى القلاعية بين المواشى والأبقار، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة والارتفاع النسبى فى أسعار مستلزمات الإنتاج والأدوية والكهرباء ووسائل النقل وراء هذا الارتفاع الجنونى فى أسعار الدواجن خاصة أنها تخضع لعوامل العرض والطلب.
ويقول الدكتور أحمد رضوان، مدير مشروع الدواجن التكاملى بمحافظة الفيوم: إن مشروع الدواجن التكاملى بالفيوم هو بنك الجينات الوحيد على مستوى مصر، بل والمشروع الوحيد الذى لم يتأثر بـ”هوجة” إنفلونزا الطيور التى قضت على الثروة الداجنة عام 2006، لافتًا إلى أن هناك معوقات يعانيها المشروع، على رأسها محدودية الميزانية وهى لا تزيد على 15 مليون جنيه سنويًا، وهو مبلغ ضئيل، لا يتناسب وطبيعة المشروع كمشروع قومى وحيد يعمل فى إنتاج نحو 16 سلالة من الدواجن، منها المحلى ومنها الأجنب.

وأوضح مدير مشروع الدواجن التكاملى بمحافظة الفيوم أن المشروع ينتج سنويًا نحو 10 ملايين كتكوت، يتم توزيع 9 ملايين عمر يوم على مختلف محافظات مصر، بالإضافة إلى إنتاج بيض المائدة، منوهًا إلى أن كيلو الدجاج العتاقى وصل 30 جنيهًا للكيلو، بينما وصل سعر “ الشامورط” إلى 35 جنيهًا للكيلو بفارق 6 جنيهات عن محال بيع الدواجن.
يذكر أن الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم، كان قد أكد أن مشروع الدواجن التكاملى من المفترض أن يكفى إنتاجه محافظة الفيوم ويتم تصدير الفائض، إلا أن المشروع الذى يقع على مساحة 75 فدانًا لا يعمل بكامل طاقته، خاصة أنه يحقق خسائر خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن المشروع تم إنشاؤه فى فى ثمانينيات القرن الماضى كمنحة هولندية، وقامت وزارة المالية بسداده،  وكان الهدف منه المحافظة على سلاسلات الدجاج والبيض الفيومى التى تشتهر به المحافظة، والمشروع عبارة عن منحة وكانت أرباحه تصل إلى 15 مليون جنيه سنويًا، لكن للأسف تم تحويل تبعيته إلى وزارة المالية.
ولفت سامى إلى أن المشروع يضم 5 محطات لتربية الدواجن، تضم كل محطة 6 عنابر بطاقة إنتاجية 8 آلاف طائر، كما أنه يضم مصنع علف بطاقة 15 طنًا فى الساعة، فضلًا عن أن معدات النقل والسيارات به متهالكة وأحدثها منذ عام 1991، منوهًا إلى أن هناك تراجعًا كبيرًا فى إنتاج المشروع، خاصة أن إنتاج البيض فى عام 96/97 وصل إلى ما يقرب من 15 مليون بيضة، وتراجع فى عام 2016/2017 إلى 7.7 مليون بيضة، وإنتاج الدجاج تراجع من 915 ألف دجاجة إلى 148 ألفًا، وتراجع إنتاج الكتاكيت من 7.7 مليون إلى 2.7 مليون كتكوت سنويًا، واللحوم من 800 طن إلى 198 طنًا فقط.
وأوضح محافظ الفيوم، أنه تم مخاطبة وزارة المالية كثيرًا لتوفير الاعتمادات اللازمة لتطوير المشروع وإعادة تشغيله، حيث يحتاج إلى 5 ملايين جنيه، إلا أن الوزارة لم توفر إلا اعتماد قدره مليون جنيه وهو مبلغ لا يكفى، مطالبًا بضرورة تحويل تبعية المشروع لأجهزة المحافظة لكى تشرف عليه وتديره بما يضمن عودته إلى سابق عهده من إنتاج الدواجن البلدية لأبناء الفيوم.