ليالى رمضان فى «بحرى».. شكل تانى

 الإسكندرية - إلهام رفعت


«حى بحرى».. أحد أعرق أحياء محافظة الإسكندرية وأقدمها، يقع حول سراى رأس التين وتلامس أطرافه الميناء الشرقى.
الشهر الفضيل له طعم مختلف بحى بحري، وبعد الإفطار يستمر النشاط والضجيج، واعتاد أهل الحى ألا يناموا الليل فى رمضان، فالمحلات التجارية كلها مفتوحة بما فيها والورش الصناعية الصغيرة .. وليل رمضان فى تلك المنطقة حافل بالنشاط والعمل والإنتاج طيلة شهر الصوم.
تنتشر فى «بحرى» عادة افتراش الاسر البسيطة رمال البحر، فتعد ربة الأسرة وجبة الإفطار فى الإناء الكبير، ومعها زجاجات قمر الدين والعرق سوس والخروب وغيرها من مشروبات رمضانية، وبعد الإفطار يلهو الصغار على الرمال، ويجتمع الكبار فى جلسات سمر تمتد للسحور .
الحى العريق، الذى يحمل عبق الماضى وأصالته، يضم محل «الشيخ وفيق»، الأرز باللبن والتيس كريم والمكسرات، وأم علي، وأطباق الكسكسى بالمكسرات، وجيلاتى عزة ومحلات أخرى شهيرة.. وذكر الحاج عصام محمد: أن أغلب المشايخ، كعبد الباسط عبد الصمد والشعشاعى كانت تجمعهما الأرض الخضراء، التابعة لقصر رأس التين، وكان يفتحه الملك فاروق حينها للعامة طول رمضان ويحصل الجميع على مشروبات مجانية. 
وعن مقهى فاروق الشهير قال: تصادف مرور الملك أمام المقهى  بالتزامن مع افتتاح المقهي، وعندما سأل عن سبب الزينة علم انها ليلة الافتتاح، فنزل من سيارته وتناول رشفتين من فنجان قهوته بها أمام الجميع، فسماها أصحابها «مقهى فاروق».