الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

أهل الفتوى.. وضع الصائم للعطر جائز

أهل الفتوى.. وضع الصائم للعطر جائز
أهل الفتوى.. وضع الصائم للعطر جائز




ورد سؤال يقول: كنت فى أحد أيام رمضان استعد لصلاة العصر، وعندما أردت أن أضع العطر منعنى صديقى وقال لى إنه يبطل الصيام، فهل هذا صحيح؟  
ويجيب الدكتور شوقى إبراهيم علام قائلا: من شمائل النبى صلى الله عليه وآله وسلم حبه الطيب والإكثار من التطيب؛ حيث روى النسائى عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِى فِى الصَّلَاةِ»، وروى الإمام البخارى عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أنها قالت: «كُنْتُ أُطَيِّبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ، حَتَّى أَجِدَ وَبِيصَ الطِّيبِ فِى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ»، إلا إذا كان محرمًا؛ فالطيب ممنوع أثناء الإحرام، ومع ذلك فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضع الطيب قبل الإحرام؛ روى الإمام مسلم عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، أنها قالت: «كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ الطِّيبِ فِى مَفْرِقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ».
وعموم هذه الأدلة -وغيرها مما ورد فى استحباب استعمال الطيب والتعطر بالروائح الزكية- يقضى بجواز ذلك فى الصيام وغيره إلا ما استثناه الشرع الشريف كالإحرام وما يلحق به، ويؤيد ذلك أن علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم وتنوع مشاربهم لم يعدوا ذلك ضمن مفطرات الصوم؛ لكنهم اختلفوا فيما وراء ذلك من حيث الكراهة وعدمها؛ فمنهم من يرى جوازه بلا كراهة، ومنهم من يرى أنه يسن الابتعاد عنه؛ وذلك لأنه منافٍ لحكمة الصوم التى منها تعويد الصائم على التقشف والابتعاد عن التَّرفُّه والشهوات، ومنهم من يرى كراهية شم ما لا يُؤمن أن يجذبه النَّفَس إلى الحلق، ومنهم من فرَّق بين المعتكف وغيره، فكرهه لغير المعتكف؛ لأنه غير مبتعد عما يفسد اعتكافه.
ويرى المالكية جواز التطيب للصائم المعتكف ويكرهونه لغير المعتكف؛ وعلَّتهم فى ذلك أن المعتكف معه مانع يمنعه مما يفسد اعتكافه، وهو مكثه فى المسجد وبُعدُه عن النساء بخلاف غير المعتكف؛ وبناء على ذلك: فيجوز للصائم أن يتطيب فى نهار رمضان، ولا حرج عليه فى ذلك.