«الجهاد» كتاب يفند الأفكار المتطرفة للقتال باسم الدين

 يعد كتاب الجهاد للدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية أحد الكتب المهمة التى توضح المفهوم الحقيقى للجهاد وسط التدليس الواضح من قبل التيارات والجماعات المتطرفة، ففى الكتاب يوضح د.علام أن الجهاد دليل علوِّ الهمة وشرف الأمة، وهو الآلة التى تدافع بها عن عرضها وتزود عن حوضها، فهو للمسلم منتهى أمله وسنام عمله، مشددا على ان للجهاد معنى واسع يبدأ من منظور ضيق فى ساحة الوغى وينتهى إلى بحبوحة المعنى عند ساحة الهوى؛ فحياة المسلم كلها جهاد فى عبادته لله تعالى، وعمارته للأرض، وتزكيته للنفس.
ويرى الكاتب أن الجهاد الذى يعنى قتال العدو لردع الطغيان ودفع العدوان، فهو المعنيُّ هنا، وهو الذى عليه فى هذا الكتاب عملنا، لنعرف الفارق الدقيق بين الجهاد الذى يحيا صاحبه بعد موته، والموت تحت راية عمياء فيها مفارقة لجماعة المسلمين وشق لصفهم، وعليه فالجهاد حق وفريضة محكمة، لا يملك أحد تعطيله ولا منعه، فما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا وعمهم الله بالعذاب، ولكنه إذا تفلَّت من الضوابط الشرعية ولم تطبَّق فيه الأركان والشروط المرعية التى ذكرها علماء الشريعة خرج عن مقصود المشرع وحاد عن المشروعية، فتارة يصير فسادًا فى الأرض وتارة يكون خيانة للعهد، فليس كل قتال جهادًا، وليس كل قتل فى الحرب شهادة.
وقد قام الكتاب باستقراء فتاوى دار الإفتاء المصرية واخترنا منها عيون الفتاوى التى توضح حقيقة الجهاد فى الإسلام وضوابطه وأحكامه وغاياته، ووسائله المشروعة والممنوعة؛ ومن هذه الفتاوى تعريف حقائق الجهاد وأباطيله، وبين الجهاد والإرهاب وقتل المدنيين، والاعتداء على مراقد آل البيت والكنائس، والاغتيالات السياسية، ثم تعريف الجماعات الإسلامية المعاصرة ومدى انتمائها إلى الإسلام، ومسائل أخرى متنوعة ما بين اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والخلافة والدولة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وأخيرًا حقوق الإنسان فى الإسلام، وغيرها من موضوعات تؤسس للحرية والتعددية والاختلاف وقبول الآخر واحترام حقوقه المشروعة، وتفند فى الوقت ذاته ما صنعته الأفكار الهدامة من تفريق لوحدة المسلمين ونشر للنعرات الطائفية بينهم تحت ما يسمى الجماعات الدينية.