«الحرية فى الإسلام» كتاب أزهرى يفند أباطيل المستشرقين

يعد كتاب «الحرية فى الإسلام» لفضيلة الشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر الأسبق، أحد الكتب الأزهرية التى أعاد الأزهر طباعته حديثًا ليوضح حقيقة الحرية فى الإسلام فى مواجهة الاتهامات الباطلة له، حيث يشتمل الكتاب على عدد من المسائل حول الحريات فى الإسلام، متناولًا الحرية فى الأموال، والحرية فى الدين وغيرهما.
ولفت المؤلف إلى أن الأساس الذى ترفع عليه الحرية قواعدها ليس سوى التربية والتعليم.. مضيفًا: إن فسطاط الحرية يقوم على قاعدتين عظيمتين هما المشورة والمساواة، فبالمشورة تتميز الحقوق، وبالمساواة ينتظم إجراؤها ويطّرد نفاذها، وكل واحدة من هاتين القاعدتين رفع الإسلام سَمْكها وسواها.
ومن أبرز مقولات الشيخ محمد الخضر حسين فى كتابه قوله: «قد يجادل الرجل عن ناموس دينه وعرضه وماله بالتى هى أبلغ وأشد؛ نظراً إلى أن فناءه والتحاقه بالتراب أكمل حالا من بقائه أعزل من الوسائل التى يدرك بها مقاما محمودا..وكثيرا ما يستوحش من عصر شبابه إذا حبط سعيه سدى وفاجأه الحرمان من اجتناء فائدة علق عليها أملًا حريصًا.
كما أكد أن الفوضى بين الأمة العربية كانت سائدة قبل الإسلام، والفرد يفرغ جهده فى الفرد والجماعة تضع كلا كلها فى الجماعة.. قال شاعرهم: إذا أنا لم أنصر أخى وهو ظالم على القوم لم أنصر أخى حين يظلم.. وهذا خلاف المراد بحديث: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما).
وأضاف إن وصف النفس بالحرية يعنى استقلال الإرادة وعدم الخضوع لسلطان الهوى، وعليه بنى الصوفية اصطلاحهم فى إطلاق اسم الحر على من خلع عن نفسه إمارة الشهوات ومزق سلطانها، وقال الجنيد: لو صحت الصلاة بغير القرآن لصحت بقول الشاعر: أتمنى على الزمان محالاً.. أن ترى مقلتاى طلعة .. ولفت الكاتب إلى أن الحرية لها أربع خصال مندمجة فى ضمنها أولها: معرفة الإنسان ما له وما عليه، وثانيها: شرف نفس يزكى طويتها ويطهرها، وثالثها: إذعان يدخل به تحت نظر القوانين المقامة على قواعد الإنصاف، ورابعها: عزة جانب وشهامة خاطر يشق بها عصا الطاعة للباطل.