الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«القـن».. قرية تواجه البطالة بالعمل فى «النجارة»

«القـن».. قرية تواجه البطالة بالعمل فى «النجارة»
«القـن».. قرية تواجه البطالة بالعمل فى «النجارة»




كفر الشيخ ـ محمود هيكل

 
تشتهر بعض القرى التابعة لمحافظة كفر الشيخ بالحرف التى يرثها الأبناء أبًا عن جد، حتى تكون سببًا فى فتح بيوتهم، حيث تجد الأسرة الواحدة فى تلك القرى لديها على الأقل اثنين أو ثلاثة بخلاف الأب يحترفون مهنًا، فضلًا عن أنهم أيضًا يقومون بإنشاء العديد من المعارض لعرض منتجاتهم وأعمالهم لبيعها، الأمر الذى جعل هذه القرى تشتهر بتلك الحرف.
لذلك تجد المواطنين الراغبين فى شراء هذه المنتجات يترددون عليها بشكل يومى لشرائها والانتفاع بها، فضلًا عن أن وجود الكثير من الحرفيين بهذه القرى يجعلهم يسوقون هذه المنتجات بأسعار مخفضة، ما يجعل الإقبال عليهم مضاعفًا، فيعكس بدوره النفع العام على المترددين على هؤلاء الحرفيين لشراء منتجاتهم.
«روزااليوسف» رصدت أبرز القرى التى تشتهر بحرفة «نجارة الموبيليا» بمحافظة كفر الشيخ، وكيفية صناعتها، وسبب شهرتها بتلك الحرفة.
«القن».. تلك القرية التابعة لمدينة سيدى سالم بمحافظة كفر الشيخ، تعتبر من أبرز وأهم القرى المشهورة بصناعة الموبيليا، وذلك لكثرة الحرفيين فى هذه القرية، الذين قاموا بإنشاء العديد من المعارض بالقرية وخارجها لعرض منتجاتهم المتميزة بأشكالها وأنواعها المختلفة، حيث إن اشتهار هذه القرية بتلك الحرفة يجعل نسبة الإقبال عليها من المواطنين الراغبين فى شراء هذه المنتجات كبيرة، الأمر الذى يجعلهم يعملون داخل الورش الخاصة بهم على مدار الساعة.
كما أن قرية «القن» يوجد بها عدد كبير من حرفيى مهنة النجارة، حيث لا تخلو أسرة واحدة فى القرية إلا وفيها حرفيون يعملون فى الورشة الخاصة بهم، بالإضافة إلى الإسترجيين الذين يقومون بدهان أعمال الموبيليا والتشطيبات النهائية لهم قبل وضعها فى المعارض أو تسليمها للمواطنين، فلا يخرج المواطن الذى يقوم بشراء تلك المنتجات من القرية إلا ومعه كل متطلباته من تلك الأعمال.
وتتميز القرية أيضا بوجود جميع المستلزمات الخاصة بحرفة النجارة، حيث قام العديد من أبناء القرية بفتح محلات لمستلزمات جميع أنواع النجارة بنوعيها سواء كانت أعمال نجارة الموبيليا أو أعمال نجارة «الباب والشباك» وذلك بسبب كثرة ورش النجارة التى يحترفها أبناء القرية منذ عشرات السنين.
وتعتبر «القن» من أوائل القرى التى عرفت حرفة النجارة بمدينة سيدى سالم بشكل خاص ومحافظة كفر الشيخ بشكل عام، لكن تتميز تلك القرية عن غيرها بتوريث تلك المهنة حتى أصبحت فى كل بيت، ويرجع السبب الرئيسى فى تميزها بهذه الحرفة إلى وجود 5 نجارين كانوا يقيمون بها منذ عشرات السنين، فكانوا يجمعون أبناء القرية طوال اليوم فى ورشة واحدة لأنهم كانوا شركاء ويعلموهم حرفة النجارة، حتى أصبح معظم أبناء القرية يحترفون هذه المهنة.
ومنذ ذلك الحين ويقوم الحرفيون بتعليم أبنائهم، حتى أصبح الأمر موروثا لديهم حتى الآن جيلا بعد جيل، وعلى الرغم من كثرة ورش الحرفيين فى هذه القرية، إلا أن إقبال المواطنين عليهم بشكل كبير يجعلهم يبتكرون كل جديد للحفاظ على سمعتهم المهنية، علاوة على أنه يوجد بينهم حالة من التنافس الشديد فى أعمال تلك المهنة، الأمر الذى يجعلهم دائما فى تطور وازدهار.
يقول وليد جاد، أحد الحرفيين بقرية القن: إنهم يقومون بتعليم أبنائهم حرفة النجارة لأن تلك المهنة شىء مقدس بالنسبة لهم، ولأنها سبب فى فتح بيوت الكثير والكثير من أبناء القرية، كما أنهم يحترفون هذه المهنة بشكل فريد من نوعه لأنهم ورثوها أبا عن جد، وهذا سبب تميزهم عن العديد من الحرفيين من خارج القرية.
ويؤكد محمود محمد عبدالعزيز، نجار، أن أكثر الحرفيين فى القرية من الشباب، فضلا عن أننا نتميز عن غيرنا من الحرفين بتطوير الحرفة لأننا أول من نقوم بتصنيع الأشكال الجديدة فى حرفة النجارة، بالإضافة إلى وجود الإصرار الكبير من الحرفين على تناول هذه المهنة بابتكارات جديدة تجلب العديد من «الزبائن» من مختلف مراكز ومدن وقرى المحافظة لشراء المنتجات التى يتم صناعتها على يد الحرفين بالقرية.
وأضاف: إننا داخل ورش القرية نقوم بصناعة جميع أشكال وأنواع منتجات الحرفة المختلفة، كما يوجد عندنا أيضا جميع الأسعار التى تكون فى متناول جميع طبقات المجتمع من محدودى الدخل مرورا بمتوسط الحالة الاجتماعية، نهاية بأصحاب الثروات، حيث تبدأ سعر غرفة النوم وعفش الشقة من 25 ألف جنيه، و50 و70 ألفا حتى 100 ألف جنيه، لكى نجلب جميع أنواع «الزبائن» إلينا.