السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السلوك لمعرفة دول الملوك» رحلة فى تاريخ مصر الوسيط

«السلوك لمعرفة دول الملوك» رحلة فى تاريخ مصر الوسيط
«السلوك لمعرفة دول الملوك» رحلة فى تاريخ مصر الوسيط




كتب - خالد بيومى


يعتبر كتاب «السلوك لمعرفة دول الملوك» للعلامة المؤرخ تقى الدين المقريزى (764هـ - 845هـ) من أهم كتاب التراث والتاريخ والذى لا يقدم صورة شاملة فقط للحياة السياسية لمصر وغيرها من البلدان، بل يصل إلى ماهو أوسع من هذا فيقدم بانوراما شاملة للجوانب الحضارية المختلفة فى التاريخ السياسى والحضارى للمجتمع المصرى عبر عصوره المختلفة، خاصة وأن «المقريزي» ولد ونشأ وتثقف فى عصر أطلق عليه عصر الموسوعات، حيث كان يكتب العالم فى عدة فروع، وهو ما كان يميز العلماء فى مصر والعالم الإسلامى مثل الأندلس وغيرها.. وكتابنا اليوم صدرت له عدة نسخ كان من آخرها نسخة مختصرة صدرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب وقام باختصاره د.عمر مصطفى لطف.
ولد شيخ المؤرخين أحمد بن على المقريزى بالقاهرة، ويعود أصله إلى بعلبك بالشام، وكان والده من كبار المحدثين فى بعلبك، وهاجر إلى القاهرة، وولى بعض الوظائف القضائية، تلقى المقريزى تعليمه بالأزهر الشريف واهتم بالفقه والحديث وعلوم الدين خاصة واشتهر ببراعته فى الأدب وإجادة النثر.
وقد احتل المقريزى مكانة عالية بين المؤرخين المصريين فى النصف الأول من القرن التاسع الهجرى، وكتابه «السلوك لمعرفة دول الملوك» كتاب تأريخى يعتبر من أبرز مؤلفات المقريزى، وأهم الكتب المؤرخة لتاريخ مصر الوسيط، جمع فيه المقريزى وسجل معلومات متعددة عن العصر الأيوبى والمملوكى من سنة 1181 حتى وفاته 1441، وقد اعتمد المقريزى على المصادر التى سبقت زمانه ويتميز بحياديته التاريخية وأسلوبه العلمى المتزن، وسجل المصادر مع الأحداث، ونقل المقريزى كمؤرخ محترف متمكن وليس كمجرد ناسخ، وأضاف معلومات وتفاصيل مهمة جعلت لكتابه قيمة تاريخية هامة. وقد اتبع نظام الحوليات، ودوّن أحداث كل سنة فى فصل مستقل، وختم كل سنة بذكر الوفيات والترجمة للمتوفين باختصار. وفى النصف الثانى من الكتاب افتتح أحداث السنة بذكر السلاطين ورجال الدولة المعاصرين لهذه السنة ، والتغييرات التى حدثت خاصة فى حالة جلوس سلطان جديد على عرش مصر، ولم يكتف المقريزى برصد الحياة السياسية للعصرين الأيوبى والمملوكى، بل أورد بعض الجوانب الاجتماعية، من عادت وتقاليد للمجتمع المصرى خاصة والعالم الإسلامى عامة  .كما قدم صورة للحياة الاقتصادية فى مصر.