الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

موائد الإفطار حولت المساجد إلى مطابخ

موائد الإفطار حولت المساجد إلى مطابخ
موائد الإفطار حولت المساجد إلى مطابخ




كتب – عمر حسن

تستضيف المساجد فى رمضان من كل عام ملايين المسلمين، ما بين زائرين وعابدين، وآخرين من عابرى السبيل وأهل الحاجة، قاصدين تناول طعام الإفطار على موائد الرحمن التى غالبا ما تُنصب بالقرب من المساجد، وأحيانا يُعد الطعام بداخل بعض المساجد، فتشعل المواقد، ويتحول المسجد إلى مكان للطهي، أو ربما يصبح ساحة لتناول الطعام، مثلما يحدث فى ساحات المساجد الكبرى فى رمضان..


فمن يقصد الجامع الأزهر بحى الحسين يستطيع أن يلاحظ الكم الهائل من الأسر التى ترتاد صحن الجامع من صلاة العصر وحتى مطلع الفجر، متخذين منه مكانا لتناول طعام الإفطار، وساحة للهو الأطفال، بجانب أداء شعائر الصلوات، الأمر الذى يفتح المجال من وجهة نظر البعض لتحويل المساجد إلى مقاصد ترفيهية فى رمضان، بدلا من كونها بيوت الله يرفع فيها الآذان ويرتل بين جدرانها القرآن.
فى ذلك السياق قال الشيخ حسين خضر،أحد علماء الأزهر إن الأصل إعداد الطعام وتناوله خارج المسجد، إلا إنه يجوز ذلك فى المسجد الحرام والمسجد النبوى اغتناماً للوقت وللمسجد لضيق الأماكن، ولا بأس فى غيره عند الحاجة، كمن ليس له منزل.
وتابع «خضر» فى تصريحاته لـ «روزاليوسف» قائلًا: «الأكل فى المسجد ما دام لا يلوثه ويحافظ على فرشه ولا يهان بفعل ذلك، فإنه لا بأس به لما فيه من التعاون على البر والتقوى إذ أن ذلك سبب لجمع الناس على صلاة الجماعة فى المسجد, وفيه إطعام للفقراء والمساكين الذين يشاركون الصائمين وجبة إفطارهم فى هذا المسجد وذاك».
ونوه خضر إلى عدد من العيوب التى تصاحب ظاهرة إعداد الموائد داخل المسجد قائلًا: «بعض المساجد فى رمضان طغت على مهمتها الأساسية كثرة الطعام وجعل الأكل فى المسجد ظاهرة متفشية»، متابعا: «كذلك الأكل فى المسجد من الطعام ذى الرائحة الكريهة يجعل المصليين نافرين من الدخول إليه والصلاة فيه، وذلك يعد إهانة للمسجد الذى هو بيت من بيوت الله».
من ناحيته، أكد الشيخ صبرى عبادة، مستشار وزارة الأوقاف، ضرورة التزام زوار المسجد بالآداب العامة للحفاظ عليه من بقايا الطعام التى يخلفها المفطرون به، مشيرا إلى أن للمسجد قدسيته التى لا يجب انتهاكها بدعوى إفطار الصائمين.
وأضاف «عبادة» فى تصريحاته لـ «روزاليوسف»: أن الذى ينبغى هو عمل الوليمة ودعوة الناس إليها فى غير المسجد، ولاسيما إذا لم يأمن على نظافته، لأن لأهل العلم اختلفوا على جواز الأكل فى المسجد، فيرى الحنابلة أنه لا بأس بالأكل فيه، وكذلك الشافعية، بينما يفرق المالكية بين الأكل الخفيف الجاف وغيره، فيجوز عندهم فى المسجد أكل ما خف وجف مثل التمر ونحوه، ولا يجوز غير ذلك إلا فى حال الضرورة.
فيما قال الداعية الإسلامى بوزارة الأوقاف، الشيخ أحمد ترك، إن إعداد ولائم الإفطار فى رمضان من أعظم المظاهر التى تميز المصريين فى رمضان، إذ يعد إفطار الصائم من أرفع القربات إلى الله، متابعا: «أسعد لحظات حياتى حينما أخدم على الصائمين فى رمضان»، لافتا إلى أنه لا ضير من إعداد الولائم وتقديمها فى المسجد شرط أن يهتم القائمون عليه بنظافته.
وأردف «ترك» قائلًا: «لا يجب أن نمنع تلك المظاهر فى المساجد الكبرى، لأنها متنفس للكثير من الفقراء والمساكين وعابرى السبيل ممن لا مأوى لهم».