الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحور العين».. شباك الأفاعى التى تنصبها التنظيمات الإرهابية لاصطياد الشباب

«الحور العين».. شباك الأفاعى التى تنصبها التنظيمات الإرهابية لاصطياد الشباب
«الحور العين».. شباك الأفاعى التى تنصبها التنظيمات الإرهابية لاصطياد الشباب




كتب - محمود محرم ومحمد فؤاد

استغلت التنظيمات الإرهابية المرأة كوسيلة لجذب وتجنيد عناصر لها بإقناعهم بأوهام مستغلين هواجسهم الجنسية والعمل على الناحية الجنسية لهم وامتد التأثير الى اقناعهم بأن من يفجر نفسه او يشارك فى عملية ارهابية فإن «الحور العين» ستكون فى انتظارهم فى الجنة.
فى البداية قال الدكتور أحمد كريمة - أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر - إن قضية مثل «الحور العين» التى تستغلها الجماعات المتطرفة فى جذب شبابها خلف شهواتهم الحيوانية أمر يصطدم مع القرآن والسنة، فهو امتداد لفكر الخوارج المنحرف.

وأشار كريمة إلى أن الحور العين أمر سكت عنه القرآن والنصوص الشرعية فى الإسلام، ولم تذكر عنه تفاصيل كثيرة، وعلى المسلم أن يسكت عما سكت عنه القرآن، وأن ما ذكر فى الأحاديث عن النبى ضعيف وليس له أساس من الصحة، وقال الله تعالى «إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون»‎ ومن هذه النصوص نتعلم أن الجنة وما فيها من الحور العين أمر غيبى، ليس لنبى أو ولى أن يعتبر نفسه أو غيره من الناجين.
وأوضح «كريمة» أن السلفيين وفصائل القتل والتفجير والمتطرفين يوهمون شبابهم بأنهم الفرقة الناجية التى ستنال الحور العين فى الجنة، ليستحلوا أموال الناس وأعراضهم وقد يصلون بهم  للانتحار، وأن الفكرة السائدة عند هذه الجماعات الإرهابية خاصة السلفيين عن الحور العين، هى الرغبة الجنسية، بالرغم من عدم وجود نصوص شرعية محددة للحور العين تصف أجسادهن، وهذا من باب الأدب فى الإسلام.. وأكد كريمة أن أهل العلم قسموا العباد لثلاثة أنواع، الأول أن يعبد العبد ربه مخافة النار، والثانية أن تكون العبادة تجارة طمعا فى الجنة وما فيها، والثالثة عبادة الأحرار مثل الذى يعبد الله لذات الله فقط، أما السلفيون ومن على شاكلتهم فيعبدون الله عبادة التجارة، ونظرتهم للجنة كما جاء فى أحد التفاسير هى فض الأبكار على ضفاف الأنهار مع عزف الأوتار فى ضيافة العزيز الجبار، والصحيح أن نعبد الله شكرا دون انتظار جوائز.
ومن جانبه قال الدكتور محيى الدين عفيفى - الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية - إن الجنة  ملك لا يبلى، ونعيم مقيم، وبها ما لا يخطر على قلب بشر، وهؤلاء الغافلون أساءوا للجنة بالتركيز على المتع الحسية فيها، متسائلاً: فأين رؤية الله؟ وأين جوار محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وصحبه الأطهار؟ وأين جنة عرضها السموات والأرض؟ فأى حور عين هؤلاء الذين ينتحرون بسببهم؟.
واشار إلى أن الجماعات الإرهابية تعتمد فى تكوين نفسية المنتحر لديها على فئة عمرية معينة من الشباب، حتى يثيروا فيه غريزة الشهوة بأطماع التمتع بالحور العين إذا توفى، والمال والبنون والمتاع الجنسى فى الدنيا طوال معيشته فيها، وذلك ما نراه الآن فى سوق الرقيق والنخاسة فى العراق لبيع النساء على أيدى «داعش»، وفى مصر أوهمت جماعة الإخوان شبابها بأن يتركوا أنفسهم للمرشد، كما يترك المتوفى جسده بين يدى المغسل دون احترام للعقل الذى كرمه واحترمه الإسلام، وقال إن الله لم يذكر فى أى نص شرعى أن الحور العين هم للشهداء فقط، إضافة إلى أنهن جزء ومرتبة من الجزاء فى الجنة لمن تكتب له.
وفى سياق متصل قالت الدكتورة أمنة نصير - أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر عضو مجلس النواب - إن الحياة الدنيا تختلف عن حياة الآخرة فى كل شىء حسيا ومعنويا، ولذلك تعمل الجماعات الضالة فى الدنيا على إغواء الشباب عندما يفرغ العلم لديهم باستغلال الحس الجنسى لديهم للقيام بأعمال الجهاد الكاذب، مضيفة: إن ثمة تغييرا سيحدث فى طبيعة الإنسان بحيث يمكنه ذلك من التعايش مع طبيعة الحياة الآخرة حيث الخلود والأبدية.