الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«شى الله» يا سيدى المرسى أبوالعباس

«شى الله» يا سيدى المرسى أبوالعباس
«شى الله» يا سيدى المرسى أبوالعباس




الإسكندرية - إلهام رفعت


يعد من أشهر الأضرحة بالإسكندرية ويزوره الصوفيون والمواطنون من كل مكان للتبارك به وقراءة الفاتحة وعنه يقول الشيخ محمد العجمى وكيل وزارة الاوقاف بالإسكندرية: وهو شهاب الدين أبوالعباس الأنصارى المرسى، الذى ولد بالأندلس عام 626 هـ، وخلال عام 1242 عزم الحج إلى بيت الله الحرام عن طريق البحر، وخلال رحلته هبت رياح فى البحر المتوسط أغرقت المركب ولم ينج أحد سوى أبوالعباس وأخيه واستقر بتونس إلى أن تعرف على الشيخ أبوالحسن الشاذلى، وسافر معه إلى مصر، وعاش فيها حتى دفن بالإسكندرية عام 706 هـ بمقبرة باب البحر، حتى بنى عليه الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الإسكندرية مسجدًا, ويضيف إبراهيم  عنانى المؤرخ السكندرى: نشأ أبوالعباس فى بيئة دينية أعدته للتصوف درس وأخذ العهد على يد شيخه أبى الحسن الشاذلى، ويلفت عنانى إلى أن أبى العباس أقام  فى الإسكندرية ثلاث وأربعين سنة إلى أن مات فى الخامس والعشرين من ذى القعدة سنة 686هجريا ودفن فى الإسكندرية فى مقبرة باب البحر، إلى أن كان سنة 706هجريًا حين بنى الشيخ زين الدين بن القطان كبير تجار الإسكندرية عليه مسجداً، ويشرف المسجد على الميناء الشرقى بالأنفوشى وهو مبنى على الطراز الأندلسى, وبه الأعمدة الرخامية ,والنحاسية, وأعمدة مثمنة الشكل، وأهم ما يميز المسجد الزخرفة, ذات الطراز العربى والأندلسي، وتعلو القبة الغربية ضريح أبو العباس وولديه.
تجديدات آخرها تصميم مهندس إيطالى
ويروى عنانى تاريخ التجديدات التى تمت فى المسجد  ويقول: فى سنة 882 هجريًا الموافق  1477م, كان المسجد قد أهمل, فأعاد بناءه الأمير قجماش الأسحاقى الظاهرى, أيام ولايته على الإسكندرية فى عصر الملك الأشرف قايتباى, وبنى لنفسه قبراً , بجوار أبوالعباس,  ودفن فيه سنة 892 هجريًا وفى عام 1005هجريًا الموافق 1596م جدد بناءه الشيخ أبوالعباس النسفى الخزرجى، وفى عام  1179هجريا الموافق1775م وفد الشيخ أبوالحسن على بن على المغربى إلى الإسكندرية وزار ضريح أبوالعباس المرسي فرأى ضيقه فجدد فيه كما جدد المقصورة والقبة ووسع فى المسجد.
وفى عام 1280هجريًا الموافق 1863م لما أصاب المسجد التهدم وصارت حالته سيئة قام أحمد بك الدخاخنى شيخ طائفة البناءين بالإسكندرية بترميمه وتجديده وأوقف عليه وقفًا، وأخذ نظار وقفه فيما بعد فى توسعته شيئا فشيئا، وظل المسجد كذلك حتى أمر الملك فؤادالأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم مسجداً كبيراً لأبى العباس المرسى ومسجداً للإمام البوصيرى والشيخ ياقوت العرش، وقام بوضع التصميم الحالى له المهندس المعمارى الإيطالى ماريوروسى. وتم الانتهاء من بنائه العام 1943م .
ويعتبر مولد المرسى أبوالعباس هو المولد الأشهر ويأتى فى 14 الى 20يوليو من كل عام ويشهد محيط مسجد المرسى أبوالعباس بالإسكندرية خلال ليالى المولد زحامًا شديدًا من المواطنين والمريدين من الإسكندرية والمحافظات المجاورة, وسط حالة من الفرحة، وتتعالى أصوات المنشدين بالقرآن الكريم و التواشيح الدينية، و»الحضرة» الصوفية, أمام مقام أبى العباس المرسى.