السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ذالصادق العثمان رئيس الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات بالبرازيل: نستعين بالدعاة المصريين... وطلبنا عشرة قراء إضافيين فى رمضان

ذالصادق العثمان رئيس الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات بالبرازيل: نستعين بالدعاة المصريين... وطلبنا عشرة قراء إضافيين فى رمضان
ذالصادق العثمان رئيس الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات بالبرازيل: نستعين بالدعاة المصريين... وطلبنا عشرة قراء إضافيين فى رمضان




حوار - صبحى مجاهد

تعد البرازيل هى قلب أمريكا اللاتينية، ويعتبر الإسلام أحد أهم الأديان فى البرازيل، ويبلغ عدد المسلمين بها نحو 3 ملايين مسلم، كما يوجد الكثير من الطوائف الدينية فى البرازيل، كالمسيحيين والمسلمين واليهود بجميع مذاهبهم، علاوة على المذاهب الدينية الأخرى مثل البوذيين والأديان الإفريقية والروحانيين، وللمسلمين فى البرازيل طقوس وعادات خاصة فى رمضان، كما يتميز وضعهم بالحرية والتأثير فى الاقتصاد البرازيلى، وتمنحهم القوانين البرازيلية جميع الحقوق فى ممارسة الشعائر، وهو ما نتعرف عليه من خلال الحوار التالى مع الصادق العثمان رئيس الشئون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية فى البرازيل.


■ بداية ماذا عن وضع الإسلام والمسلمين فى البرازيل؟
- الشعب البرازيلى متسامح ويحب الآخر ويتعايش معه والقوانين البرازيلية ساهمت فى إيجاد هذا الجو من التسامح بين الشعب البرازيلى ولا يوجد عداء بين طائفة وأخرى سواء مسلمين أو يهوداً وغيرهم حتى الملحدين والقانون البرازيلى علمانى يضمن الحرية للجميع ويتعامل مع الجميع بالتساوى ولا تتدخل الدولة فى أى شأن دينى للطوائف الدينية.
وعلاقتنا بالدولة قوية، وأذكر أن السنة الماضية فى أول يوم من رمضان دعانا رئيس البرازيل للإفطار فى بيته، حيث إننا كنا ندعوه أيضا فى مناسبات مختلفة للعشاء معينة.
والدولة لا تتدخل فى المساجد أو المعابد أو الكنائس، ولكن تتدخل عند الطعن فى طائفة، حيث إن القانون البرازيلى صارم ولا يسمح لأحد أن يتهكم على أحد، فهو حتى يجرم أن يقول أحد لغيره يا أسود.
وتأكيدا للحرية الدينية بالبرازيل فإن الدولة تجعل من حق كل طائفة أن تدعو لدينها وأن يناقش قضاياها الدينية، ولهذا هناك تعايش تام بين مكونات الشعب البرازيلى.
كما يوجد هناك مصلى لجميع الطوائف الدينية فى المطارات يصلى فيه المسلم والمسيحى واليهودى، وهذا هو جوهر التعايش والإيمان.
■ وكم عدد المسلمين هناك؟
- نحن أقلية فعدد المسلمين يمثل 1% فعددهم 3 ملايين ولكن وجودهم وحضورهم اقتصاديا، والبرازيل كانت تمنع أن يكون جواز السفر للمرأة بالحجاب، فجلسنا مع الرئيس البرازيلى السابق ووضحنا له تضايق المسلمات البرازيليات من نزع الحجاب للتصوير لأن هذا مخالف لتعاليم ديننا، وطلبنا بنص يسمح بوضع الحجاب، فاستجاب لذلك، وأصبحت كل مسلمة تريد أن تصدر وثيقة بالحجاب تأتى لاتحاد المؤسسات الإسلامية فى البرازيل، ونعطى لها وثيقة بأنها مسلمة لتذهب بها للشرطة ليكون لها فرصة التصوير بالحجاب.
■ وهل هناك تنوع مذهبى بين مسلمى البرازيل؟
- فى البرازيل يوجد شيعة وسنة وأحناف ومالكية، وهذا قد يؤثر على طبائع المسلمين وبخاصة المسلم الجديد، الذى يرى الفروق بين السنة والشيعة، فالمسلم الجديد يظل يبحث عن الإسلام ولكن يجد نفسه بين تناقضات بين السنة والشيعة، فيلتحق بالسنة أو الشيعة، وهناك من يترك الإسلام نتيجة شعوره بوجود خلافات.
■ وماذا عن رمضان فى البرازيل؟ وما أهم العادات الرمضانية هناك؟
- فى رمضان نستعين بدعاة من الأزهر ووزارة الأوقاف، وفى رمضان هذا العام طلبنا عشرة قراء من مصر لتغطية المساجد التى لا يوجد بها قراء، كما نقوم بالإفطارات الجماعية، فلدينا إفطارات جماعية يوميا فى أكثر من عشرين مسجدا تحت عنوان إفطار صائم بالتعاون مع بعض الجمعيات.
ومصر دائما تزودنا بأى شيء نحتاجه خاصة بالأئمة والقراء فى رمضان، فنحن لا نستعين إلا بالدعاة المصريين لمنع أى أفكار متطرفة أو إخوانية بالمساجد، كما نمنع حضور أى محاضر أو أستاذ جامعى يأتى لدورة شرعية.
ولدينا برنامج خاص فى رمضان، ونقوم بعمل سهرات قرآنية بعد التراويح كل يوم فى مسجد، واتحاد الجمعيات الإسلامية يضم خمسين مسجدا وأربعين جمعية ومركزا، وهى تتكفل برعاية الأئمة والقراء، فنؤجر المنزل للإمام الوافد، ونخصص له سيارة، ونحل له أى مشكلة تحدث.
■ وهل هناك اختلاف بين مسلمى البرازيل عند بداية شهر رمضان؟
- لقد وحدنا كاتحاد المؤسسات الإسلامية مسألة بداية شهر رمضان، وكان هناك خلاف لكن هذا انتهى من ست سنوات ووحدنا المسألة، ولدينا اجتهاد بأن تكون الرؤية من المرصد الفلكى للبرازيل لأن البرازيليين متطورون فى علم الفلك، بحيث يكون هناك مرصد برازيلى فيه مشايخ وعلماء.
ونقول إن أى بلد مسلم يعلن بداية رمضان نحن نتبعه، ونراقب القنوات والصحافة العربية فى أى دولة.
■ وما رأيك فى الدعوة لتوحيد رؤية هلال رمضان؟
- بالنسبة للأقليات يمكن لكن بالنسبة للعالم العربى ستكون هنا مشكلة حيث لا تزال الآراء الفقهية مختلفة حول هذا الموضوع
■ وماذا عن المتشددين؟
- هناك السلفيون الجهاديون وهم من المسلمين الجدد إذ أسلموا على فكر السلفية الجهادية، حيث إن التيارات المتشددة يركزون على المسلمين الجدد، ويوظفونه لخدمة مصالحهم، وهناك 15 سلفيا جهاديا محبوسين الآن حاولوا القيام بعمليات تفجيرية فى دورة الألعاب الأوليمبية.
فنحن نعيش فى سلام تام ولكننا فى تخوف الآن من نقطتين أساسيتين الأولى أنه من ثلاث سنوات ظهرت السلفية السرورية والثانى التوجه الإخوانى والجماعة الإسلامية بعد التضييق عليهم فى أوروبا للحضور لأمريكا اللاتينية ويريدون إفشال أئمة المساجد للسيطرة على المساجد.
ونحن كاتحاد نطبع الكتب التى تقف فى وجه الإخوان والفكر المتشدد ولقد قمنا فى مونديال البرازيل بطبع كتب لتوضيح حقيقة الدين ورفض الفكر الإخوانى، وكانت هناك محاولات إخوانية لتهيئة وجود قيادات إخوانية هاربة كوجدى غنيم فى البرازيل، واسسوا بعض المصليات.
ونخشى ما حدث فى أوروبا، ونريد التعاون مع وزارة الأوقاف لطبع كتب تفضح الفكر الإخوانى مترجمة باللغة البرتغالية، ونريد أن نعمل شيئاً رسمياً.
ونحن نخاف من حدوث فتنة فى البرازيل بسبب محاولات قدوم الإخوان إلى البرازيل وتجنيد الشباب من المسلمين الجدد، ولن نسمح لأى أحد أن يستخدم الوجود الإسلامى فى البرازيل لينطلق من خلاله لنشر فكره أو تياره، ونحن نتابع ونرصد كل من يحاول أن يقوم بذلك من خلال صفحات الفيس بوك.
■ وما مدى تأثر شباب مسلمى البرازيل بجماعات التطرف؟
- هناك تأثر بالفعل لأن من يريد أن ينشر أفكاره فى البرازيل فالباب مفتوح والقانون البرازيلى يسمح للجميع بإنشاء مصليات ومراكز، والإخوان مرضى ويريدون الوصول للحكم.
والبرازيل القلب النابض لأمريكا اللاتينية فإذا أصبح لهم وجود فى البرازيل تأثرت بقية الدول، لكن إن وقفنا فى وجه وجودهم نكون قدمنا خدمة للإسلام والمسلمين والوجود الإسلامى فى البرازيل، وإلا سيصبح هناك حروب داخل المساجد فى البرازيل وسنصبح صورة مشوهة.
■ وما تعليقك على دور الدول الإسلامية فى مواجهة الإرهاب؟
- نحن فى مختلف الدول الاسلامية فى مواجهة الإرهاب، ومع ذلك فالجهاز الأمنى هو الوحيد الفعال حتى الآن وعلينا دعمه، لأنه لولا الأجهزة الأمنية بدولنا العربية والإسلامية لسالت بحور الدماء.
وعلينا كعلماء أن ننقذ الشباب الذين يتم استدراجهم من خلال الدين بسبب ضعف الخطاب الدعوى بالمساجد، كما لابد من قوانين عربية تجرم التكفير، بحيث لا يجوز للمسلم ان يكفر أخاه المسلم لأن التكفير هو أباحة دم، حيث إن الموعظة وحدها لا تكفى لأن طبيعة النفس البشرية تخاف من العقاب.