الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د. محمد نينوى عميد كلية الدراسات الإسلامية بواشنطن لـ«روزاليوسف»: الإعلام الغربى يبحث عن الربح ويقدم صورة مسيئة للإسلام

د. محمد نينوى عميد كلية الدراسات الإسلامية بواشنطن  لـ«روزاليوسف»: الإعلام الغربى يبحث عن الربح ويقدم صورة مسيئة للإسلام
د. محمد نينوى عميد كلية الدراسات الإسلامية بواشنطن لـ«روزاليوسف»: الإعلام الغربى يبحث عن الربح ويقدم صورة مسيئة للإسلام




حوار – عمر حسن

تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب، مهمة يتحملها الأزهر الشريف على عاتقه، خاصة بعد تزايد حدة الإسلاموفوبيا فى المجتمعات الغربية، كرد فعل على تصاعد العمليات الإرهابية التى نفذتها التنظيمات المتطرفة فى الآونة الأخيرة بالعديد من الدول، والمحسوبة كذبا على الإسلام، ما أدى إلى تشويه صورته، وربط تعاليمه ومبادئه بالعنف والإرهاب، والدين منهما براء، ومن هذا المنطلق أصبحت تولى مؤسسة الأزهر الشريف عناية خاصة لهذا الملف، إنقاذا لما تبقى من صورة الدين الإسلامى لدى الدول الغربية، والتى تنظر إلى المسلمين نظرة غير صحيحة، وتعتبرهم دعاة تطرف.

«روزاليوسف» التقت الدكتور محمد بن يحيى النينوى، عميد كلية المدينة للدراسات الإسلامية والبحوث فى الولايات المتحدة الأمريكية، للحديث عن صورة الإسلام لدى الغرب، ودور الإعلام فى ذلك، وهل يتمتع الدعاة المسلمون بحرية لتصحيح صورة الدين فى أمريكا؟ وماذا يطلب من الأزهر الشريف؟ بجانب موضوعات أخرى، وإلى نص الحوار..
■ بداية.. صف لنا صورة الإسلام فى المجتمعات الغربية الآن؟
- المسلمون يعانون فيما يرونه من تشويه لصورة الدين أمام أعينهم على يد من يدعون أنهم مسلمون، كما يرون أن بعض الناس ممن لا دراية لهم بأمور الدين من غير المسلمين، ينظرون إلى الإسلام على أنه دين عنف وكراهية، أى أن المسلمين فى الغرب بين نارين: نار الحسرة على تشوه صورة الدين من مدعى الإسلام، ونار الانطباع الخاطئ الذ ى تولد لدى غير المسلمين من جيرانهم وأحبائهم فى المجتمع الغربى عن الإسلام، لكن بالنسبة لأمريكا فغالبية الشعب ناضج ثقافيا، والكثير منهم لا يضع فى ذهنه تلك الصورة السيئة عن الإسلام.
■ هذا على مستوى الشعب.. لكن ماذا عن الحكومة والإعلام الأمريكى؟
- على مستوى الدولة، القانون والدستور الأمريكى لا يميزان بين مواطن وآخر، أيا كانت ديانته، وتلتزم الدولة بذلك بغض النظر عن الإدارة، فالأشخاص تذهب وتجيئ، لكن الدستور ثابت لا يتغير. أما على مستوى الإعلام فى الولايات المتحدة الأمريكية، فهو إعلام «خاص» رأسمالى بحت، يهدف إلى الربح فى المقام الأول، فهو يبيع ما يريد، أو ما يظن أنه يجلب له نسب مشاهدة عالية، وبهذه الناحية يمكن لك أن تلومه، وأستطيع القول أيضا :إن الإعلام الغربى بشكل عام يقدم صورة غير صحيحة عن المسلمين، وتلك الصورة تغذيها بعض الأمور التى تحدث عالميا، من أعمال عنف تمارسها جماعات وتنظيمات متطرفة وتلصق بالدين، وأنا أتمنى أن يكون الإعلام أكثر مسئولية فى كل مكان.
■ لكن هل معيار تقديم الإعلام لصورة سيئة عن الإسلام كونه إعلاما رأسماليا يبحث عن الربح أم لأنه إعلام غربى مملوك لغير المسلمين فى المقام الأول؟
- أنا أظن أن العوامل متعددة، فالذى لا يعرف الشىء يجهله، والذى يجهله يعاديه، فنحن أحيانا بجهلنا للشرائع الأخرى قد نعاديها بدون أن نفهم حقيقة دينهم، وهذا الكلام ينطبق بالحالة العكسية أيضا، بمعنى أنه قد يكون هناك جهل بالدين والإسلام، فيستغله بعض المغرضين ليقدموا صورة نمطية عن العرب والمسلمين، وهى غير صحيحة طبعا.
■ هل لكم مطلق الحرية لممارسة الدعوة الإسلامية فى أمريكا؟ وما حدود تلك الحرية؟
- طبعا، فى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية بشكل عام، توجد حرية مطلقة لممارسة الدعوة، حتى أننى أستغرب من الحرية التى كانوا يمنحونها أحيانا لدعاة الكراهية، سواء من المسلمين أو غير المسلمين، وهم قلة يدعون لثقافة الكراهية للغير، لكن لا يعاقبهم القانون، لأنهم لم يقوموا بجريمة بعد، لذا أنا أطالب بتجريم ثقافة الكراهية، وكذلك ثقافة الاستهزاء بالأنبياء الثلاثة «موسى، عيسى، محمد»، عليهم الصلاة والسلام، فهناك فرق بين حرية الاعتقاد واحتقار الآخر.
■ فى مصر تعتبر دار الإفتاء هى المسئولة عن إصدار الفتوى.. ماذا عن أمريكا؟
- الولايات المتحدة الأمريكية دولة ليست إسلامية كمصر، فالجالية الإسلامية هناك لا تتعدى 2% من حجم السكان، أى أنه ليس هناك تمثيل رسمى للجالية الإسلامية بأمريكا، كما أن الدين فى الولايات المتحدة الأمريكية منفصل تماما عن الدولة، لذا تمثل الجالية الإسلامية هناك نفسها بنفسها، ولا يوجد شخص معين أو جهة محددة مسئولة عن الفتوى مثل باقى الدول الإسلامية العربية.
■ كيف ترى دور مؤسسة الأزهر فى العالم الإسلامى الآن؟
- الأزهر فى أذهاننا جميعا منارة ونبراس للوسطية الإسلامية من مئات السنين، وله كل الاحترام والمجبة والإجلال والإكبار، لكن يمكن أن يقوم بدور أكبر، ونقدم له أيدينا ونفتح له الأبواب حتى نقوم بإحياء مرجعيته.
■ ما هى ماهية ذلك الدور الذى تطمح فى أن يؤديه الأزهر؟
- أن تكون هناك مشاركة أكبر مع الجاليات الإسلامية فى الخارج، وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من حيث تبادل الخبرات والعلم، كما أننى أطلب منه أن يسهل قضية تبادل الطلبة والمعادلة مع الأزهر، حتى يتم إرسال عدد أكبر منهم إلى مصر، كلها أمور لوجستية لكنها ستسهل علينا الكثير.
■ كيف ترى حال الفتوى فى الدول العربية الإسلامية؟
- نظن كل الخير بالقائمين على الفتوى فى الدول العربية الإسلامية، كما أننى أثمّن مجهودات وتوصيات المؤتمر العالمى الثالث للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم الذى عُقد تحت إشراف دار الإفتاء المصرية، حيث دعا المؤتمر لتخصيص الفتوى لأهلها، فلو خرجت الفتوى عن غير أهلها فهذه المصيبة التى لا نتمنى وقوعها.
■ أخيرا.. حدثنى عن ذكرياتك مع مصر؟
- مصر طيبة بأهلها وشعبها الطاهر، ولمصر بكل أطيافها واعتقاداتها محبة خاصة فى قلبي، فأنا درست فى مصر، وجئت إليها مرات كثيرة، وأخذت عن مشايخها الأجلاء، وأخيرا و القول للشعب المصرى: إننا نحبهم ونسأل الله أن يبارك لكم فى بلدكم وأن تعيشوا حياة تكونوا فيها نبراسا لغيركم.