الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

التكفير أداة «الإرهاب» الأهم فى اختراق عقول الأشخاص واستغلالها فى العمل الدموى

التكفير أداة «الإرهاب» الأهم فى اختراق عقول الأشخاص واستغلالها فى العمل الدموى
التكفير أداة «الإرهاب» الأهم فى اختراق عقول الأشخاص واستغلالها فى العمل الدموى




 كتب - مصطفى أمين عامر

 خلقت داعش ومن قبلها القاعدة حالة أيديولوجية عنيفة  استلزمت  إجراء مراجعة دقيقة وعميقة لمدى قدرة هذه الجماعات الإرهابية على اختراق عقول الأشخاص والوصول بها الى هذه الحالة الدموية  من خلال رؤية «ناقصة» لمفاهيم جدلية حول الجهاد ولتكفير الدولة والعلاقة القائمة على المنفعة.
وتعد قضية التكفير من أخطر القضايا الشائكة فى الإسلام ولذلك فقد وضع له العلماء ضوابط متعددة وذلك لمنع الإفراط والتفريط فيها لأن إطلاق الحكم على المعين له تبعات وآثار خطيرة إذا كان هذا الحكم بغير ضوابط تتفق مع أقوال العلم.

ويشكل التكفير لدى الجماعات الإرهابية  وعلى رأسها داعش والقاعدة مدخلاً  لاختراق عقول الأشخاص واستغلالها فى العمل الدموى  وهو الأمر الذى يعد نموذجا مثاليا لسوء الفهم فى الأحكام الشرعية وضوابطها وطريقة تطبيقها وتبنى نهجا متطرفا فى الأخذ بظاهر النص يضاف إليه بعد  براجماتى يتم توظيفه  على حسب الحالة الإرهابية.
وتبدأ الجماعات الإرهابية باستقطاب الشخص بالحديث معه عن  ظاهر النص فيما يخص التكفير كالحديث عن  «أن الكفر أكبر وأصغر، وأن حكمه يقع على مقترفه اعتقاداً أو قولاً أو عملاً،  وأن تكفير الواحد المعين منهم والحكم بتخليده فى النار موقوف على ثبوت شروط التكفير وانتفاء موانعه.
  ثم تنتقل الجماعات الإرهابية إلى التكفير الصريح بالقول « نُكفّر من كفره الله ورسوله، وكلُ من دان بغير الإسلام فهو كافر – سواء بلغته الحجة أم لم تبلغه – وأما عذاب الآخرة فلا يناله إلا من بلغته الحجة، قال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً} ومن نطق بالشهادتين وأظهر لنا الإسلام ولم يتلبس بناقض من نواقض الإسلام عاملناه معاملة المسلمين ونكل سريرته إلى الله تعالي؛ إذ من أظهر لنا شعائر الدين أجريت عليه أحكام أهله، فأمور الناس محمولة على الظاهر والله يتولى السرائر والرافضة عندنا طائفة شرك وردة ونعتقد بأن الديار إذا علتها شرائع الكفر وكانت الغلبة فيها لأحكام الكفر دون أحكام الإسلام فهى ديار كفر، ولا يلزم هذا تكفيرَ ساكنى الديار لغياب دولة الإسلام وتغلب المرتدين وتسلطهم على أزمّة الحكم فى بلاد المسلمين، ونؤمن أن العلمانية على اختلاف راياتها وتنوع مذاهبها – كالقومية والوطنية والشيوعية والبعثية – هى كفر بواح مناقض للإسلام مخرج من الملة.
وتستخدم داعش ما يسمى كفر النوع وتكفير المعين: وهو الذى يختلط فيها الفقهى بالعَقَدى إلى حد بعيد، لأن كفر الفعل نفسه لا يستلزم بالمطلق تكفير الفاعل إلا بعد استيفاء شروط وانتفاء موانع وله تفصيل فى كتب الاعتقاد يمكن العودة إليه فى مظانها، وهو مبالغة فى التكفيرمع عدم أهلية أصحابه لتنزيل الأحكام الشرعية موضعها، فى حق المسلمين من أهل السنة أو من أصحاب المذاهب الأخرى ويدفع إلى تُكفير مخالفى داعش من التنظيمات الأخرى بسبب الاختلاف معهم وكأنها جماعة المسلمين دون غيرهم، مع الاستهانة البالغة بدماء من خالفه من المسلمين السنة وتكفير الشيعة بالجملة.