الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الجهادية» أول كتاب إسبانى يشرح أسباب اقتناع الشباب بالتفجير

«الجهادية» أول كتاب إسبانى يشرح أسباب اقتناع الشباب  بالتفجير
«الجهادية» أول كتاب إسبانى يشرح أسباب اقتناع الشباب بالتفجير




 صدر مؤخراً فى إسبانيا كتاب يحمل عنوان: «الجهادية» لمؤلفه «ميجيل آنخيل باييستيروس» الذى يتناول مفهوم الجهاد فى الإسلام من حيث معناه وشروطه وأحواله، ثم يحلل رؤية الجماعات الإرهابية لمفهوم الجهاد واستغلالهم لهذا المصطلح فى استقطاب الشباب وإقناعهم ببعض الأفكار المغلوطة التى تتعلق بهذا الصدد فى هذا السياق ينبغى أن نشير إلى أن العنوان لم يحمل عنوان «الجهاد» بل «الجهادية»، وثمةَ فرق واضح، فالأول هو ما شُرع فى الإسلام من حق الدفاع عن النفس وصون الدين وديار المسلمين من أية اعتداءات، أما المصطلح الآخر فيدل على ما تتبعه الجماعات المتطرفة من تحريفات لهذا المعنى وتعتقد بصحته، وصدر الكتاب فى دار نشر «أويرتا جراندي»، وعدد صفحاته مائة وستون صفحة من القطع الكبير.
وتساءل الكاتب فى البداية عما يمكن أن يدفع شابًا مسلمًا إلى أن يضع حزامًا ناسفًا حول خصره لينتحر ويتسبب فى قتل الكثيرين من الأبرياء، إنه عمل غير معقول بكل الطرق، لكن التفسير الوحيد هو حرص هؤلاء الانتحاريين على تطبيق ما يعتقدون أنه فريضة وإقحام الشريعة الإسلامية فى أعمال العنف والإرهاب.  
وعن الجهاد فى الإسلام قال الكاتب إن أركان الإسلام خمسة، لكن المتطرفين يعتبرون الجهاد ركنا سادسًا فى الإسلام، على الرغم من ذكر الجهاد فى القرآن إحدى وأربعين مرة فإنه لم يأت بمعنى واحد بل بمعان مختلفة، وأكثر المعانى الملائمة –يقول- هو «الجَهد» الذى يبذله المسلم لتطبيق تعاليم دينه، وهو الجهاد الأكبر، أما الجهاد فى المعارك الإسلامية هو الجهاد الأصغر، لكن المتشددين يحاولون الترويج لفكرة أن الإسلام لا يصح بدون هذا الجهاد الأصغر. واستطرد الكاتب أن الجهاد شرع فى الإسلام أساسا للدفاع وليس للهجوم، حيث شُرع للمسلم من أجل الدفاع والتصدى للهجمات التى يقوم بها الآخرون.
ثم يتحدث عن أصول الحركة الجهادية فى أفغانستان وتطورها على يد القاعدة، ثم فترات الربيع العربى والحروب فى ليبيا وسوريا وما نتج عنها من رواج لفكر الجماعات الإرهابية, ثم ينتقل الكاتب إلى الحديث عن تنظيم داعش ونشأته ومصادر تمويله, ويشدد المؤلف على ضرورة المواجهة الفكرية لوقف عمليات تجنيد الشباب واستقطابهم إلى مناطق النزاع، مؤكدًا فكرة استغلال الجماعات المتطرفة لحالة الفراغ السياسى وفترة أزمات ما بعد الربيع العربى لخدمة مشروعها الإرهابى عن طريق التجنيد والترويج الإعلامى والخداع والتضليل، موضحا أن الجماعات الإرهابية تحقق أهدافها وتتطور بشكل سريع، وذلك بسبب استخدام التقنيات الحديثة وتوظيف المفاهيم الخاطئة والتأثير على عقول الشباب.   
وأكد الكاتب أن شرط الجهاد فى الإسلام أن يكون دفاعيًا، وأن يقوم به أولو الأمر وأن تُطبق فيه أحكام الشريعة؛ لكن الخلط فى المفاهيم جعل الجهاد يبدو هزليًا بحيث يمكن لأية جماعة أن تهاجم هدفًا بعينه، وبالتالى ظهرت التنظيمات المتطرفة التى تطبق هذا المفهوم كذلك بشكل انتقائى غير مبرر, وعزا الكاتب سبب انتشار هذا الفكر إلى سيد قطب الذى حكم بالكفر على الغرب ودعا إلى الجهاد ضد الأنظمة الحاكمة فى البلاد الإسلامية، كما دعا إلى المقاطعة بين البلاد الإسلامية والبلاد الغربية، مشيرًا إلى أن هذا الفكر هو ما أنتج شخصيات مثل أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.