تحرير الطرق السريعة!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 03 - 11 - 2009



ليس المقصود بتحرير الطرق السريعة، هو إعادة الرصف فقط طبقًا للمواصفات العالمية، أسوة بما تم الآن في طريق مصر إسكندرية الصحراوي وصرفنا ما يقرب من 6 مليارات جنيه، كان في الإمكان إنشاء طريق مواز لهذا الطريق بمثل هذا المبلغ أو أكثر منه قليلاً ولكن سياسيًا الترقيع لما هو موجود هي أفكار سيئة السمعة في مصر، ومع ذلك أقصد بتحرير الطرق السريعة، بالسكك الحديدية والطرق البرية السريعة وهنا توجد مواصفات لهذه الطرق فلا أتخيل أبدًا أن يكون هناك قطارات وسكك حديدية، تنهب الأراضي التي تمر بها، حينما يكون الطريق مكشوفا من الجانبين للدواب والبشر ولعل من أبسط الأشياء، هو أن يكون هناك (سياج) يحمي خطوط السكك الحديدية في المناطق المكشوفة أو الآهلة بالحيوانات وليس فقط بالبشر، لا أعتقد أبدًا أن يكون في هذا العصر الذي نشتري فيه جرارات للقطارات تعمل بالإليكترونيات وتزداد السرعة إلي ما فوق المائة وعشرين كيلو مترا في الساعة، ويكون هناك مزلقانات مفتوحة تعتمد علي حارس يغلقها أو يفتحها أمام العابرين للمزلقان.
لا يمكن أن نتخيل بأن الأمان علي الخطوط للسكك الحديدية يعتمد علي عامل إشارة في برج خرساني في (الهواء)، يعيش وحده مع أكواب الشاي السوداء (والجوزة) وهي المماثلة (للشيشة) حاليًا والمعسل الأسود، لأكثر من 12 ساعة في اليوم، لكي يرفع الإشارة الحمراء أو ينزل بالخضراء لإعطاء السكة المفتوحة للقطارات الناهبة للأرض في بر مصر.
لا يمكن أبدًا أن يكون العنصر البشري هو المتحكم في قدر المصريين والركاب سواء علي متن القطار أو في طريقه (ممن يعيشون في حرم السكة الحديد)، وبنفس الأسلوب لا يمكن أن تترك الطرق البرية الحرة، دون حماية لمستخدميها من العبور المفاجئ من جهة إلي أخري سواء عبورا بشريا (كما يحدث في الطريق الدائري) والقتل اليومي في كل ساعة للعابرين ولا أيضًا في الطرق التي تخترق مناطق تؤوي الحيوانات مثل الجمال والجاموس والماعز هناك اقتراح لشيء اسمه سياج علي جانبي الطريق لمنع العبور.
وهناك اختراع آخر اسمه أنفاق وكباري لعبور المشاه، كل هذه الاحتياطات قد تكون في منظومة الأمن حول الطرق السريعة، هل اتخذنا أية تدابير في ذلك؟ سؤال نوجهه لوزير النقل القادم ويجب أن نحذر المصريين من أن الحوادث سوف تحدث كل يوم، بالعشرات لمدة عام أو اثنين حتي تستكمل منظومة الأمان، ويترك حرية الموت أو الحياة للشعب!