السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فى المنهج الأزهرى» كتاب يوضح القواعد الـ11 لفكر الأزهر

«فى المنهج الأزهرى» كتاب يوضح القواعد الـ11 لفكر الأزهر
«فى المنهج الأزهرى» كتاب يوضح القواعد الـ11 لفكر الأزهر




يعد كتاب «فى المنهج الأزهري» لفضيلة شيخ الأزهر الدكتور  أحمد الطيب، أحد الكتب التى توضح أسس الفكر الأزهرى حيث يتضمن سلسلة علمية تحت عنوان «سلسلة محاضرات الإمام».. ويتناول الكتاب الذى تمت ترجمته إلى ثلاث لغات: (العربية، الإنجليزية، الفرنسية)،  عددًا من المسائل والتوضيحات المهمة حول منهج الأزهر ورسالته.
وأكد الإمام الأكبر فى مقدمة الكتاب أنه لا سبيل للخروج من أزماتنا المعاصرة التى تَطحَنُنا _ نحن العرب والمسلمين من بين سائر خلق الله _ إلا بالحوار، والحوار وحده؛ فالحوار هو الحل الذى لا حل غيره: الحوار بين المسلمين والمسلمين، والحوار بين المسلمين وغيرهم.
واستنكر ما شاع مؤخرًا من ظاهرة التنكر لولاء الوطن والاستبدال به ولاءات أخرى عقدية أو مذهبية أو سياسية تضر بمصلحة الوطن، مشددًا على أن للوطن حقوقًا وأن البر به ورعاية حقوقه لمن صميم أحكام الإسلام ومقاصد شريعته.
ويعدد الأسباب التى أدت إلى ما نحن فيه من آفات التكفير والإرهاب والقتل على الطائفة والمذهب، فيذكر أن أول تلك الأسباب هو «أنناغضضنا الطرف طويلًا عن نوع من التعليم لم يضع فى برامجه ولا فى حسبانه وحدة الأمة ولا وحدة العرب، إن لم أقل إن هذا النوع من التعليم والتثقيف اجترَأ على العبث بهذه الغاية المقدسة».
وثانى هذه الأسباب هو أن فريقًا من علماء الأمة لم يعد همهم الأول هو حفظ وحدة الأمة ومصلحة المسلمين بقدر ما أصبح همهم الأول  والأخير هو الانتصار لمذهب واحد وتفسيق أصحاب المذاهب الأخرى. وثالثة الأثافى أو الأسباب _ كما يذكر فضيلة الإمام_ هو انشقاق العلماء أنفسهم وانغلاقهم فى مذاهب بعينها، مشددًا على أن السادة العلماء لو تخلوا عن التعصب المذهبى ولجأوا إلى الحوار والحكمة ومجابهة القضايا الشائكة بتجرد وموضوعية لفوَّتوا الفرص على المتربصين بهذه الأمة ولأنقذوها من كثير مما حل بها من فرقة وانقسام وضعف.
واختتم الإمام كتابه عن المنهج الأزهرى بما يشبه الآمال التى يأمل تحققها على أرض الواقع، أولها: ضرورة العودة بالخلافيات _ فى العقائد والأديان _ من شاشات الفضائيات إلى أروقة الدرس فى الكليات الجامعية المتخصصة ومجالس العلماء. ..وثانيًا: الآمال هو ضرورة تصدى العلماء من جميع المذاهب الإسلامية بفتاوى صريحة وواضحة للعابثين بتراث الأمة ومقدساتها ورموزها والتبرؤ المعلن عن كل ما يعكر صفو علاقة الأخوة من أجل حسابات مذهبية أو طائفية سياسية داخلية أو خارجية. وثالثًا: وقف آلة التكفير المتبادل وقفًا تامًا، والعمل الجاد على القضاء على ثقافة الحقد والعداء والرغبة المحمومة فى الاستحواذ والإقصاء.
وأوضح الكتاب الأسس والقواعد التى يقوم عليها المنهج الأزهرى ورسالته فى نشر الفكر الإسلامى الوسطى الراشد، ومن أبرزها:
- رعاية مذاهب أهل السنة والجماعة مع الانفتاح على المذاهب الإسلامية الأخرى.
-امتزاج كل من علوم النص والعقل والذوق امتزاجًا كبيرًا بطبيعة التكوين العلمى الأزهرى.
- المنهج الأزهرى يمثل وسطية الإسلام والفهم المعتدل لشريعته وما نشأ حولهما من إبداعات.
- ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف.
- منهج الأزهر منهج حوارى معتدل يقرر مبدأ التعددية الفقهية لا الانغلاق على مذهب بعينه.
- سعيُ الأزهر إلى ترسيخ مبدأ الحوار وشرعية الاختلاف فى أذهان طلابه فيما يخص علاقة الإسلام بالأديان السماوية.
- «لا نكفر أحدًا من أهل القبلة، ولا يخرجك من الإيمان إلا جحد ما أدخلك فيه».. قانونٌ يحفظه كل دارسٍ فى الأزهر.
- منهج الأزهر كان ولا يزال وسيبقى أقدر المناهج على علاج أزمة العقل المعاصر وما آل إليه أمر الأمة من تفكك واضطراب.
- العابثون بأمن الوطن وحرمة أهله قتلةٌ محاربون لله ورسوله.
- ليس الأزهر مجرد معهد عريق أو جامعة عالمية، بل هو رسالة ومنهج وخطاب فكرى متميز.
- سرُّ تلقى العالم الإسلامى للخطاب الأزهرى المعتدل يرجع إلى مزج الفكر العلمى بالروح الصوفية والتمسك بالوسطية فى العقيدة والعمل.