الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«مهمة الإسلام فى العالم» دعوة للتآلف بين الشعوب

«مهمة الإسلام فى العالم» دعوة للتآلف بين الشعوب
«مهمة الإسلام فى العالم» دعوة للتآلف بين الشعوب




قدم الأزهر الشريف  لمتابعى  المنهج الأزهرى  كتاب «مهمة الإسلام فى العالم» للأستاذ محمد فريد وجدي، من كبار علماء الأزهر الشريف، ويعرض الكتاب فى الركن الخاص بإصدارات مجمع البحوث الإسلامية.
وفى هذا الكتاب يتناول المؤلف دعوة الإسلام ومهمته فى إنقاذ البشرية والعالم مما يعانيه من اضطرابات ومشكلات، مؤكدًا بالدليل القاطع أن العالم لو أخذ بمنهج الإسلام فى كافة مناحى الحياة لتعافى مما يعانى من مشكلات وأزمات أخلاقية واجتماعية واقتصادية... إلخ.
ويذكر المؤلف أن العالم قبل الإسلام كانت تسوده حالة من الفوضى والحروب والاضرابات الوحشية فى كل مكان، حيث كان هدف القوى هو الفتك بالضعيف، معتقداً أنه أرقى منه عنصراً وأوفى عقلاً، وأكثر أهلية للاستعلاء والحكم والرياسة، وفى هذا الجو المشحون بالحروب والفواجع أوحى الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يرفع علم الألفة العالمية بين جميع شعوب العالم من خلال تذكيرهم بوحدة أصلهم جميعا، فهم وإن اختلفوا بيئة ولوناً ومعيشة ولغة فإنهم جميعاً أولاد آدم وحواء، وأن الله جعلهم شعوباً وقبائل متنوعة لا ليتناحروا ويقتل بعضهم بعضاً، ولكن ليتعارفوا فيسود بينهم الحب والتواد والتآلف وتبتعد عنهم نوازع العصبية الجاهلة، ولا تجنح كل جماعة للزعامة تحت زعم علو الجنس أو نقاء الدم، وجعل الإسلام معيار التمايز والتفاضل هو تقوى الله والعمل الصالح. قال تعالى: «إن أكرمكم عند الله أتقاكم» (الحجرات:13)، وبهذا الأصل الواحد السامى أصيبت العصبية فى مقتل، ولم يبق أمام الناس إلا أن يعيشوا إخوانا متعارفين، كما أخبر بذلك رب العزة بقوله: « يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا» (الحجرات: 13).
ولفت الكتاب إلى أن الإسلام لم يكتف بالتأكيد على وحدة الجنس البشرى لإنقاذ البشرية من التناحر والخلافات، بل دعا لتطبيق ذلك على أرض الواقع، وقد سعدت الحقبة الأولى فى صدر الإسلام بالتنفيذ المباشر لتلك التعليمات حيث كان المسلمون الأوائل كأسنان المشط لا فرق بين عبد وحر، ولا بين عربى وأعجمي، وبهذه المساواة ساد بين المسلمين الشعور بالأخوة، فأصبح المسلم العربى لا يسأل أخاه من أى القبائل أنت، ومن شذ  فى لحظة فافتخر بنسبه وجد المعارضة اللائمة، فاعتذر عن شذوذه وخطئه سريعاً وتاب إلى الله، مما أجرم، متذكرًا قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لقد أذهب الله عنكم رجس الجاهلية وتفاخرها بالأنساب، ليس لعربى على أعجمى فضل إلا بالتقوى» (أخرجه الإمام أحمد).
يذكر المؤلف أنه لا يوجد دين من الأديان ولا نظام اجتماعى من النظم، المعروفة قديماً وحديثاً، يبلغ شأن الإسلام فى رفع شأن العلم والتنويه بقيمته والدعوة إليه والرفع من شأن العلماء، قال تعالى: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات» (المجادلة: 11)، وقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أخبر بذلك نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم.
ويبرز الكتاب مهمة الإسلام فى العالم ودعوته إلى العلم والعمل وإقامة العمران فى الأرض ونشر المبادئ الإنسانية، وإعلان الإسلام للألفة العامة بين الشعوب ودوره فى بناء الأمم.
ويلفت الكتاب إلى أن الإسلام يدعو كافة الناس إلى النظر والتفكير، والأخذ بالأحسن من كل شيء، وتوجيه قوى الاجتماع إلى الإصلاح لا الفساد، والتأكيد على قرن العلم بالعمل.