"الكرامة" في غير محلها!

حماد عبدالله حماد روزاليوسف اليومية : 05 - 11 - 2009



يثيرني جداً أن ماتش كرة قدم يمس كرامة المصريين !!
شيء عجيب جداً أن نعتبر هزيمة رياضية هي جرح لكرامة الوطن !! وكأنها حرب بين دولتين،أو شقاق بين اثنين أو قضية بين طرفين،وإن كانت الأخيرة أيضاً لا تمس كرامة الخاسر في قضية احتكم فيها طرفان للقضاء.
ولعلنا ونحن في انتظار خلال أيام حدوث موقعة بين فريقي مصر والجزائر في التأهيل لكأس العالم أمر يعني كل مصري وكل محب للعبة كرة القدم أن يتأهل فريقنا الوطني لخوض مباريات المونديال.
شيء رائع أن نصل إلي تمثيل مشرف لقارة أفريقيا ،التي نعتقد أننا تسيدنا فيها لعبة كرة القدم وأشياء أخري أكثر أهمية من كرة القدم.
إلا أن خسارتنا وتعادلنا وتخاذلنا في المسابقة طيلة عمرها المنقضي في مباريات علي أرضنا جعلت موقفنا اليوم شديد الصعوبة ،حيث فوزنا علي فريق الجزائر غير كاف،بل يجب أن يكون الفوز مدعماً بعدد أكثر من هدفين نظيفين في شباك الفريق الجزائري، وهذه تمثل صعوبة كبيرة لنا لأن الأعصاب سوف تكون علي المحك سواء للاعبين أو الطاقم الفني أو حتي الجمهور الذي سيزحف إلي استاد القاهرة ( 70 ألف متفرج ) لاشك أن الأعصاب سوف تكون علي المحك،لكن الشيء الذي يجب أن نستبعده هو تلك اللغة أو اللفظ المثير،وهي كرامة مصر،ليس في هزيمة الفريق أي صلة بالكرامة،وليست خدشاً لها ولكن الهزيمة يجب أن ينالها فريق من الفريقين وبالتالي لا يجب أن تتضمن لغة الحماس التي يتبناها الإعلام ،أو لا يجب الاقتراب من لفظ كرامة مصر والمصريين.
ولعل لو كان هناك من يتحدث عن الكرامة وربطها بكرة القدم لقامت حروب بين كل دول العالم وتلك الدول الخاسرة لأي " ماتشات "دولية والغريب في الأمر أن فلسفة إقامة المونديال والدورات الإقليمية ، هدفها الرئيسي هو التقريب بين الشعوب والاهتمام بالرياضة والزيارات المتبادلة والتجانس من خلال "كود" متفق عليه عالمياً و تبادل اللاعبين والمدربين وأيضاً التعرف علي ثقافات الشعوب في دول العالم .
هكذا جاءت الرياضة لكي تقرب بين الناس،ولا تعمل علي تفريقهم ولعل لعبة (البنج بنج) قد ربطت ودعمت المساعي السياسية بين (واشنطن وبكين) في فترة من أحلك الفترات السياسية بين الدولتين ندعو لفريقنا بالنصر والكرامة محفوظة لو قدر لنا الهزيمة ، ( فهاردلك) للفريق الخاسر (وجودلك) للفريق الفائز !!