الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تجديد الخطاب الدينى» كتاب يكشف الإشكاليات التى تواجه المجتمع المعاصر

«تجديد الخطاب الدينى» كتاب يكشف الإشكاليات التى تواجه المجتمع المعاصر
«تجديد الخطاب الدينى» كتاب يكشف الإشكاليات التى تواجه المجتمع المعاصر




كتبت - مروة الوجيه


عن الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج على صدر حديثًا الطبعة الثالثة من كتاب بعنوان «تجديد الخطاب الديني» للدكتور أحمد عرفات القاضي. يحاول المؤلف فى هذا الكتاب تناول قضية الخطاب الدينى من خلال معالجة المشكلات التى طرحت فى هذا السياق، ويأتى الكتاب فى أكثر من 400 صفحة من القطع المتوسط منقسما إلى ثلاثة أقسام رئيسية بداخلها تقسيمات أصغر على هيئة فصول، يحمل القسم الأول عنوان: تجديد الخطاب الدينى «المقدمات النظرية» ويعالج فيه مجموعة من المفاهيم والتى تشتمل على طبيعة الإشكالية ومعنى التجديد والمصطلحات المستخدمة فى هذا المجال، علاوة على منهج التجديد وعلاقة التجديد بالاجتهاد، وأهم التحديات التى تواجه عملية التجديد سواء كانت مشكلات داخلية أو خارجية أم نتيجة مطلب ذاتى نشأت نتيجة لإلحاح الواقع الأليم وقضايا المجتمع الإسلامى وعلاقة التجديد بالآخر. ويحمل القسم الثانى عنوان: تجديد الخطاب الدينى «التطبيقات العملية» ويتناول فيه المؤلف مجموعة قضايا تعد تطبيقات عملية لقضية التجديد من خلال تناول قضية الحرية فى الفكر الحديث وكيفية التعامل معها، وحدود الحرية ومجالاتها، كما تناول قضية النهضة الحديثة عند أحد أعلام الفكر الحديث الذى تصدى لمحاولات التغريب وطمس أصول الثقافة الإسلامية. أما القسم الثالث فجاء بعنوان: الخطاب المعاصر وحوار الحضارات ويتناول فيه المؤلف قضية مهمة وهى مكانة الإنسان فى فكر محمد عبده من خلال معالجته لمكانة العقل فى الفكر الإسلامى وحرية الإنسان ومكانة المرأة وغيرها من القضايا التى مازالت تحتل أهمية خاصة فى قضايا الخطاب الديني، كما تناول الكتاب قضية الدعوة الإسلامية فى الغرب وماهى الشروط التى يجب أن يتمتع بها الداعية المسلم الذى يتصدى لمهمة الدعوة الإسلامية فى الغرب مثل فهم العقلية الغربية وكيف يمكن أن يخاطبها ويتعامل معها وغيرها من الموضوعات. وتعد قضية الخطاب الدينى من الإشكاليات التى تواجه المجتمع المعاصر عربيا وإسلاميا وعالميا، وتعود أهمية هذا الموضوع فى العصر الحاضر نتيجة لما نعانيه فى جميع بلادنا العربية من خلل وتخبط فى معالجة هذه القضية لما اكتنف هذا الخطاب من غموض وسوء فهم سواء من قبل الغلاة والمتطرفين الذين شوهو معالم هذا الخطاب فلم يرو فيه سوا سفك الدماء وقتل الأبرياء والتخريب بزعم مواجهة الكفار وتطهير بلاد العرب والمسلمين من الفسدة والظلمة. تحتل قضية الخطاب الدينى أهمية خاصة فى العصر الحاضر، نتيجة لما ارتبط بهذا الخطاب من التباس وبما اكتنفه من غموض، أخرجه أحيانًا عن جادة الصواب، من قبل فريق استغل قضية التجديد كوسيلة للعبث بأصول الإسلام، من المبددين الذين جعلوا من أصول الإسلام مجالاً لتجربة المناهج الفلسفية واللغوية الحديثة، بزعم تقديم تفسير عصرى أو تأويل حديث أو قراءة عصرية وغيرها من العناوين التى وفدت للبيئة الإسلامية عبر العقود الأخيرة بفعل التأثيرات الوافدة.